[ ص: 450 ] قالوا : وقال الله عندما أخسف بسدوم وعامورة ، قال في التوراة : ( وأمطر الرب من عند الرب من السماء على سدوم وعامورة - نارا وكبريتا ) أوضح بهذا . ربوبية الأب والابن
والجواب : أن احتجاجهم بهذا من أبطل الباطل لوجوه :
أحدها : أن ، لم يسم تسمية الله علمه وحياته ابنا وربا تسمية باطلة موسى في التوراة شيئا من صفات الله باسم الابن ولا باسم الأب ، فدعوى المدعي أن موسى عليه السلام أراد بالرب شيئا من صفات الله ، أو أن له صفة تسمى ابنه - كلام باطل .
الثاني : أنه لو قدر أن صفة الله تسمى بذلك فمعلوم أن الذي أمطر هو الذي كان المطر عنده ، لم يكن المطر عند أحدهما ( والآخر هو الممطر ، كما لا يجوز أن يقال خلق أحدهما ) من شيء عند الآخر ، ولا أنزل أحدهما المطر من سحاب الآخر .
[ ص: 451 ] الثالث : . أن الصفة لا تفعل شيئا ، ولا عندها شيء ، بل هي قائمة بالموصوف ، والذات المتصفة بالصفة هي التي تفعل ، وعندها يكون ما يكون
الرابع : أن هذا بمنزلة قوله : ( أمطر الرب من عنده ) لكن جعل الاسم الظاهر موضع المضمر إظهارا ، لأن الأمر له وحده في هذا وهذا .
ومثل هذا في القرآن كقوله :
الحاقة ما الحاقة .
القارعة ما القارعة .
وقال تعالى :
تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم .
تنزيل من الرحمن الرحيم .
والله هو المنزل ، ولم يقل مني .