الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 450 ] قالوا : وقال الله عندما أخسف بسدوم وعامورة ، قال في التوراة : ( وأمطر الرب من عند الرب من السماء على سدوم وعامورة - نارا وكبريتا ) أوضح بهذا ربوبية الأب والابن .

والجواب : أن احتجاجهم بهذا من أبطل الباطل لوجوه :

أحدها : أن تسمية الله علمه وحياته ابنا وربا تسمية باطلة ، لم يسم موسى في التوراة شيئا من صفات الله باسم الابن ولا باسم الأب ، فدعوى المدعي أن موسى عليه السلام أراد بالرب شيئا من صفات الله ، أو أن له صفة تسمى ابنه - كلام باطل .

الثاني : أنه لو قدر أن صفة الله تسمى بذلك فمعلوم أن الذي أمطر هو الذي كان المطر عنده ، لم يكن المطر عند أحدهما ( والآخر هو الممطر ، كما لا يجوز أن يقال خلق أحدهما ) من شيء عند الآخر ، ولا أنزل أحدهما المطر من سحاب الآخر .

[ ص: 451 ] الثالث : أن الصفة لا تفعل شيئا ، ولا عندها شيء ، بل هي قائمة بالموصوف ، والذات المتصفة بالصفة هي التي تفعل ، وعندها يكون ما يكون .

الرابع : أن هذا بمنزلة قوله : ( أمطر الرب من عنده ) لكن جعل الاسم الظاهر موضع المضمر إظهارا ، لأن الأمر له وحده في هذا وهذا .

ومثل هذا في القرآن كقوله :

الحاقة ما الحاقة .

القارعة ما القارعة .

وقال تعالى :

تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم .

تنزيل من الرحمن الرحيم .

والله هو المنزل ، ولم يقل مني .

التالي السابق


الخدمات العلمية