الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 468 ] قالوا : فما أعظم إقرارهم في الثالوث ، وأشد كفرهم بمعناه .

فيقال : هذا من الافتراء الظاهر على اليهود ، وإن كان اليهود كفارا فلم يكن كفرهم لأجل إنكار الثالوث ، بل لو أقروا به لكان زيادة في كفرهم يزيد به عذابهم .

كما أن النصارى لما كفروا لم يكن كفرهم بإقرارهم بأن المسيح المبشر به الذي قد ظهر ليس هو المسيح الدجال الذي تنتظره اليهود ، وإذا خرج كانوا شيعته ويقتلهم المسلمون معه شر قتلة ، حتى إن الشجر والحجر يقول : يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله .

بل لو كفروا بالمسيح كما كفرت اليهود لكان ذلك زيادة في كفرهم .

وعند اليهود ، وعندهم في التوراة من التوحيد المحض الذي [ ص: 469 ] يبطل تثليثكم ما لا يخفى إلا عمن أعرض عن ذكر الله الذي أنزله ، وهداه الذي هدى به عباده .

التالي السابق


الخدمات العلمية