[ ص: 468 ] قالوا : فما أعظم وأشد كفرهم بمعناه . إقرارهم في الثالوث ،
فيقال : هذا من الافتراء الظاهر على اليهود ، وإن كان اليهود كفارا فلم يكن كفرهم لأجل إنكار الثالوث ، بل لو أقروا به لكان زيادة في كفرهم يزيد به عذابهم .
كما أن النصارى لما كفروا لم يكن كفرهم بإقرارهم بأن المسيح المبشر به الذي قد ظهر ليس هو المسيح الدجال الذي تنتظره اليهود ، وإذا خرج كانوا شيعته ويقتلهم المسلمون معه شر قتلة ، حتى إن الشجر والحجر يقول : يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله .
بل لو كفروا بالمسيح كما كفرت اليهود لكان ذلك زيادة في كفرهم .
وعند اليهود ، وعندهم في التوراة من التوحيد المحض الذي [ ص: 469 ] يبطل تثليثكم ما لا يخفى إلا عمن أعرض عن ذكر الله الذي أنزله ، وهداه الذي هدى به عباده .