فصل  
قال صاحب " المنازل " :  
الحياء : من أول مدارج أهل الخصوص . يتولد من تعظيم منوط بود .  
إنما جعل  الحياء من أول مدارج أهل الخصوص      : لما فيه من ملاحظة حضور من يستحيي منه . وأول سلوك أهل الخصوص : أن يروا الحق سبحانه حاضرا معهم ، وعليه بناء سلوكهم .  
وقوله : إنه يتولد من تعظيم منوط بود .  
يعني : أن الحياء حالة حاصلة من امتزاج التعظيم بالمودة . فإذا اقترنا تولد بينهما الحياء .  
و  الجنيد  يقول : إن تولده من مشاهدة النعم . ورؤية التقصير .  
ومنهم من يقول : تولده من شعور القلب بما يستحيي منه . فيتولد من هذا الشعور والنفرة حالة تسمى الحياء .  
ولا تنافي بين هذه الأقوال . فإن للحياء عدة أسباب . قد تقدم ذكرها فكل أشار إلى بعضها . والله أعلم .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					