الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما بيان ركن التوكيل .

                                                                                                                                فهو الإيجاب والقبول فالإيجاب من الموكل أن يقول : " وكلتك بكذا " أو " افعل كذا " أو " أذنت لك أن تفعل كذا " ونحوه .

                                                                                                                                والقبول من الوكيل أن يقول : " قبلت " وما يجري مجراه ، فما لم يوجد الإيجاب والقبول لا يتم العقد ; ولهذا لو وكل إنسانا بقبض دينه فأبى أن يقبل ، ثم ذهب الوكيل فقبضه لم يبرأ الغريم ; لأن تمام العقد بالإيجاب والقبول ، وكل واحد منهما يرتد بالرد قبل وجود الآخر ، كما في البيع ونحوه .

                                                                                                                                ثم ركن التوكيل قد يكون مطلقا ; وقد يكون معلقا بالشرط ، نحو أن يقول : " إن قدم زيد ; فأنت وكيلي في بيع هذا العبد " وقد يكون مضافا إلى وقت بأن يقول : " وكلتك في بيع هذا العبد غدا " ، ويصير وكيلا في الغد فما بعده ، ولا يكون وكيلا قبل الغد ; لأن التوكيل إطلاق التصرف ، والإطلاقات مما يحتمل التعليق بالشرط والإضافة إلى الوقت كالطلاق ، والعتاق وإذن العبد في التجارة ، والتمليكات كالبيع والهبة والصدقة والإبراء عن الديون ، والتقييدات كعزل الوكيل ، والحجر على العبد المأذون ، والرجعة ، والطلاق الرجعي لا يحتمل ذلك .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية