الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بخع ) ( هـ ) فيه : أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وأبخع طاعة أي أبلغ وأنصح في الطاعة من غيرهم ، كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم : أي قهرها وإذلالها بالطاعة . قال الزمخشري : هو من بخع الذبيحة إذا بالغ في ذبحها ، وهو أن يقطع عظم رقبتها ويبلغ بالذبح البخاع - بالباء - وهو العرق الذي في الصلب . والنخع بالنون دون ذلك ، وهو أن يبلغ بالذبح النخاع ، وهو الخيط الأبيض الذي يجري في الرقبة ، هذا أصله ، ثم كثر حتى استعمل في كل مبالغة ، هكذا ذكره في كتاب الفائق في غريب الحديث ، وكتاب الكشاف في تفسير القرآن ، ولم أجده لغيره . وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب والتشريح فلم أجد البخاع - بالباء - مذكورا في شيء منها .

                                                          * ومنه حديث عمر : " فأصبحت يجنبني الناس ومن لم يكن يبخع لنا بطاعة " .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عائشة في صفة عمر رضي الله عنهما : " بخع الأرض فقاءت أكلها " أي قهر أهلها وأذلهم وأخرج ما فيها من الكنوز وأموال الملوك . يقال : بخعت الأرض بالزراعة إذا تابعت حراثتها ولم ترحها سنة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية