* ومنه : أراد أنهما خصلتان منشؤهما النفاق ، أما البذاء وهو الفحش فظاهر ، وأما البيان فإنما أراد منه بالذم التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على [ ص: 175 ] الناس ، وكأنه نوع من العجب والكبر ، ولذلك قال في رواية أخرى : البذاء والبيان شعبتان من النفاق البذاء وبعض البيان ; لأنه ليس كل البيان مذموما .
* ومنه حديث آدم وموسى عليهما السلام : أي كشفه وإيضاحه . وهو مصدر قليل فإن مصادر أمثاله بالفتح . أعطاك الله التوراة فيها تبيان كل شيء
( هـ ) وفيه ألا إن التبين من الله تعالى والعجلة من الشيطان ، فتبينوا يريد به هاهنا التثبت ، كذا قاله . ابن الأنباري
( س ) وفيه : أول ما يبين على أحدكم فخذه أي يعرب ويشهد عليه .
( هـ ) وفي حديث رضي الله عنه : النعمان بن بشير قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه لما أراد أن يشهده على شيء وهبه ابنه النعمان : هل أبنت كل واحد منهم مثل الذي أبنت هذا أي هل أعطيتهم مثله مالا تبينه به ، أي تفرده ، والاسم البائنة . يقال : طلب فلان البائنة إلى أبويه أو إلى أحدهما ، ولا يكون من غيرهما .
( هـ ) ومنه حديث الصديق : " قال لعائشة رضي الله عنها : إني كنت أبنتك بنحل " أي أعطيتك .
( س ) وفيه : من عال ثلاث بنات حتى يبن أو يمتن يبن بفتح الياء ، أي يتزوجن . يقال أبان فلان بنته وبينها إذا زوجها . وبانت هي إذا تزوجت . وكأنه من البين : البعد ، أي بعدت عن بيت أبيها .
* ومنه الحديث الآخر : . حتى بانوا أو ماتوا
* وفي حديث رضي الله عنه فيمن طلق امرأته ثلاث تطليقات : " فقيل له إنها قد بانت منك ، فقال صدقوا " بانت المرأة من زوجها أي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقه . والطلاق البائن هو الذي لا يملك الزوج فيه استرجاع المرأة إلا بعقد جديد ، وقد تكرر ذكرها في الحديث . ابن مسعود
* وفي حديث الشرب : أي افصله عنه عند التنفس لئلا يسقط فيه شيء من الريق ، وهو من البين : البعد والفراق . أبن القدح عن فيك
[ ص: 176 ] * ومنه الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم : " " أي المفرط طولا الذي بعد عن قدر الرجال الطوال . ليس بالطويل البائن
( س ) وفيه : " " أصل بينا : بين ، فأشبعت الفتحة فصارت ألفا ، يقال بينا وبينما ، وهما ظرفا زمان بمعنى المفاجأة ، ويضافان إلى جملة من فعل وفاعل ، ومبتدأ وخبر ، ويحتاجان إلى جواب يتم به المعنى ، والأفصح في جوابهما ، ألا يكون فيه إذ وإذا وقد جاءا في الجواب كثيرا ، تقول بينا زيد جالس دخل عليه عمرو ، وإذ دخل عليه عمرو ، وإذا دخل عليه . بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل
* ومنه قول الحرقة بنت النعمان :
بينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف