( هـ ) وفيه : هي أن يستثنى في عقد البيع شيء مجهول فيفسد . وقيل هو أن يباع شيء جزافا فلا يجوز أن يستثنى منه شيء قل أو كثر ، وتكون الثنيا في المزارعة أن يستثنى بعد النصف أو الثلث كيل معلوم . " نهى عن الثنيا إلا أن تعلم "
( س ) وفيه : من أعتق أو طلق ثم استثنى فله ثنياه أي من شرط في ذلك شرطا أو علقه على شيء فله ما شرط أو استثنى منه ، مثل أن يقول : طلقتها ثلاثا إلا واحدة ، أو أعتقتهم إلا فلانا .
( هـ ) وفيه : " كان لرجل ناقة نجيبة فمرضت فباعها من رجل واشترط ثنياها " أراد قوائمها ورأسها .
[ ص: 225 ] ( هـ ) وفي حديث كعب . وقيل ابن جبير : " الشهداء ثنية الله في الخلق " كأنه تأول قول الله تعالى : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فالذين استثناهم الله من الصعق الشهداء ، وهم الأحياء المرزوقون .
( هـ ) وفي حديث عمر : " كان ينحر بدنته وهي باركة مثنية بثنايين " أي معقولة بعقالين ، ويسمى ذلك الحبل الثناية ، وإنما لم يقولوا ثناءين بالهمز حملا على نظائره ، لأنه حبل واحد يشد بأحد طرفيه يد وبطرفه الثاني أخرى ، فهما كالواحد ، وإن جاء بلفظ اثنين ولا يفرد له واحد .
* ومنه حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها : " فأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه " أي ما انثنى منه ، واحدها ثني ، وهو معاطف الثوب وتضاعيفه .
* ومنه حديث رضي الله عنه : أبي هريرة " كان يثنيه عليه أثناء من سعته " يعني ثوبه .
* وفي صفته صلى الله عليه وسلم : " ليس بالطويل المتثني " هو الذاهب طولا ، وأكثر ما يستعمل في طويل لا عرض له .
( س ) وفي حديث الصلاة : أي ركعتان ركعتان بتشهد وتسليم ، فهي ثنائية لا رباعية ، ومثنى معدول من اثنين اثنين . صلاة الليل مثنى مثنى
( هـ ) وفي حديث : عوف بن مالك أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإمارة فقال : أولها ملامة ، وثناؤها ندامة ، وثلاثها عذاب يوم القيامة أي ثانيها وثالثها .
( س ) ومنه حديث الحديبية : " يكون لهم بدء الفجور وثناه " أي أوله وآخره .
* وفي ذكر الفاتحة : سميت بذلك لأنها تثنى في كل صلاة : أي تعاد . وقيل : المثاني السور التي تقصر عن المئين وتزيد عن المفصل ، كأن المئين جعلت مبادي ، والتي تليها مثاني . هي السبع المثاني
( هـ ) وفي حديث ابن عمرو : وقيل إن المثناة هي أن أحبار " من أشراط الساعة أن يقرأ فيما بينهم بالمثناة ، ليس أحد يغيرها ، قيل : وما المثناة ؟ قال : ما استكتب من غير كتاب الله تعالى " بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله ، [ ص: 226 ] فهو المثناة ، فكأن ابن عمرو كره الأخذ عن أهل الكتاب ، وقد كانت عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك منهم ، فقال هذا لمعرفته بما فيها . قال الجوهري : المثناة هي التي تسمى بالفارسية دوبيتي ، وهو الغناء .
* وفي حديث الأضحية : " أنه أمر بالثنية من المعز " الثنية من الغنم ما دخل في السنة الثالثة ، ومن البقر كذلك ، ومن الإبل في السادسة ، والذكر ثني ، وعلى مذهب : ما دخل من المعز في الثانية ، ومن البقر في الثالثة . أحمد بن حنبل
( س ) وفيه : " من يصعد ثنية المرار حط عنه ما حط عن بني إسرائيل " الثنية في الجبل كالعقبة فيه . وقيل هو الطريق العالي فيه وقيل أعلى المسيل في رأسه . والمرار بالضم : موضع بين مكة والمدينة من طريق الحديبية . وبعضهم يقوله بالفتح ، وإنما حثهم على صعودها لأنها عقبة شاقة وصلوا إليها ليلا حين أرادوا مكة سنة الحديبية ، فرغبهم في صعودها . والذي حط عن بني إسرائيل هو ذنوبهم ، من قوله تعالى : وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم .
( س ) وفي خطبة الحجاج :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
هي جمع ثنية ، أراد أنه جلد يرتكب الأمور العظام .( س ) وفي حديث الدعاء : من قال عقيب الصلاة وهو ثان رجله أي عاطف رجله في التشهد قبل أن ينهض .
( س ) وفي حديث آخر : من قال قبل أن يثني رجله وهذا ضد الأول في اللفظ ، ومثله في المعنى ; لأنه أراد قبل أن يصرف رجله عن حالتها التي هي عليها في التشهد .