( حبل ) ( هـ ) في صفة القرآن أي نور ممدود ، يعني نور هداه . والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط . ومنه قوله تعالى كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود يعني نور الصبح من ظلمة الليل .
* وفي حديث آخر : أي نور هداه . وقيل عهده وأمانه الذي يؤمن من العذاب ، والحبل : العهد والميثاق ( هـ ) ومنه حديث وهو حبل الله المتين رضي الله عنه عليكم بحبل الله أي كتابه . ويجمع الحبل على حبال ( س ) ومنه الحديث ابن مسعود " بيننا وبين القوم حبال " أي عهود ومواثي ، ومنه حديث دعاء الجنازة كان من عادة العرب أن يخيف بعضها بعضا ، فكان الرجل إذا أراد سفرا أخذ عهدا من سيد كل قبيلة فيأمن به ما دام في حدودها حتى ينتهي إلى الأخرى فيأخذ مثل ذلك ، فهذا حبل الجوار : أي ما دام مجاورا أرضه ، أو هو من الإجازة : الأمان والنصرة * وفي حديث الدعاء اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك هكذا يرويه المحدثون بالباء ، والمراد به القرآن ، أو الدين ، أو السبب ، ومنه قوله تعالى يا ذا الحبل الشديد واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال . والشدة في الدين : الثبات والاستقامة . قال الأزهري : الصواب الحيل بالياء ، وهو القوة ، يقال حول وحيل بمعنى .
[ ص: 333 ] ومنه حديث الأقرع والأبرص والأعمى أي الأسباب ، من الحبل : السبب . ( أنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري )
( س ) وفي حديث عروة بن مضرس ( ) الحبل : المستطيل من الرمل وقيل : الضخم منه ، وجمعه حبال . وقيل : الحبال في الرمل كالجبال في غير الرمل . أتيتك من جبلي طيئ ما تركت من حبل إلا وقعت عليه
( س ) ومنه حديث بدر ( صعدنا على حبل ) أي قطعة من الرمل ضخمة ممتدة .
* ومنه الحديث ( وجعل حبل المشاة بين يديه ) أي طريقهم الذي يسلكونه في الرمل . وقيل أراد صفهم ومجتمعهم في مشيهم تشبيها بحبل الرمل .
( س ) وفي حديث أبي قتادة ( فضربته على حبل عاتقه ) هو موضع الرشداء من العنق . وقيل هو ما بين العنق والمنكب ، وقيل هو عرق أو عصب هناك . ومنه قوله تعالى ونحن أقرب إليه من حبل الوريد . الوريد : عرق في العنق ، وهو الحبل أيضا فأضافه إلى نفسه لاختلاف اللفظين .
* وفي حديث قيس بن عاصم ( يغدو الناس بحبالهم ، فلا يوزع رجل عن جمل يخطمه ) يريد الحبال التي تشد بها الإبل : أي يأخذ كل إنسان جملا يخطمه بحبله ويتملكه . قال الخطابي : رواه ( يغدو الناس بجمالهم ) والصحيح بحبالهم . ابن الأعرابي
( س ) وفي صفة الجنة ( فإذا فيها حبائل اللؤلؤ ) هكذا جاء في كتاب . والمعروف جنابذ اللؤلؤ . وقد تقدم ، فإن صحت الرواية فيكون أراد به مواضع مرتفعة كحبال الرمل ، كأنه جمع حبالة ، وحبالة جمع حبل ، وهو جمع على غير قياس . البخاري
* وفي حديث ذي المشعار ( أتوك على قلص نواج ، متصلة بحبائل الإسلام ) أي عهوده وأسبابه ، على أنها جمع الجمع كما سبق .
( س ) وفيه ( النساء حبائل الشيطان ) أي مصايده ، واحدها حبالة بالكسر : وهي ما يصاد بها من أي شيء كان .
* ومنه حديث ابن ذي يزن ( وينصبون له الحبائل ) .
[ ص: 334 ] ( هـ ) وفي حديث عبد الله السعدي ( سألت عن أكل الضبع فقال : أويأكلها أحد ؟ فقلت : إن ناسا من قومي يتحبلونها فيأكلونها ) أي يصطادونها بالحبالة . ابن المسيب
( هـ ) وفيه الحبلة بالضم وسكون الباء : ثمر السمر يشبه اللوبياء . وقيل هو ثمر العضاة . لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر
* ومنه حديث عثمان رضي الله عنه ( ألست ترعى معوتها وحبلتها ) وقد تكرر في الحديث .
( هـ ) وفيه الحبلة - بفتح الحاء والباء ، وربما سكنت - الأصل أو القضيب من شجر الأعناب . لا تقولوا للعنب الكرم . ولكن قولوا العنب والحبلة
[ هـ ] ومنه الحديث ( لما خرج نوح من السفينة غرس الحبلة ) * وحديث ( لما خرج ابن سيرين نوح من السفينة فقد حبلتين كانتا معه ، فقال له الملك : ذهب بهما الشيطان ) يريد ما كان فيهما من الخمر والسكر .
( هـ ) ومنه حديث أنس رضي الله عنه ( كانت له حبلة تحمل كرا ، وكان يسميها أم العيال ) أي كرمة .
( هـ ) وفيه الحبل بالتحريك : مصدر سمي به المحمول ، كما سمي بالحمل ، وإنما دخلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه ، فالحبل الأول يراد به ما في بطون النوق من الحمل ، والثاني حبل الذي في بطون النوق وإنما نهي عنه لمعنيين أحدهما أنه غرر وبيع شيء لم يخلق بعد ، وهو أن يبيع ما سوف يحمله الجنين الذي في بطن الناقة ، على تقدير أن تكون أنثى ، فهو بيع نتاج النتاج . وقيل : أراد بحبل الحبلة أن يبيعه إلى أجل ينتج فيه الحمل في بطن الناقة ، فهو أجل مجهول ولا يصح . ( أنه نهى عن حبل الحبلة )
* ومنه حديث عمر رضي الله عنه ( لما فتحت مصر أرادوا قسمتها ، فكتبوا إليه فقال : لا ، حتى يغزو منها حبل الحبلة ) يريد حتى يغزو منها أولاد الأولاد ، ويكون عاما في الناس والدواب : أي يكثر المسلمون فيها بالتوالد ، فإذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأولاد ، أو يكون أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول .
[ ص: 335 ] ( هـ س ) وفي حديث قتادة في صفة الدجال ( أنه محبل الشعر ) أي كأن كل قرن من قرون رأسه حبل . ويروى بالكاف . وقد تقدم .
* وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقطع مجاعة بن مرارة الحبل هو بضم الحاء وفتح الباء : موضع باليمامة .