* وفيه : " يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك ويتحدث أحسن الحديث " جاء في الخبر : " أن حديثه الرعد وضحكه البرق " وشبهه بالحديث لأنه يخبر عن المطر وقرب مجيئه ، فصار كالمحدث به . ومنه قول نصيب :
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
وهو كثير في كلامهم . ويجوز أن يكون أراد بالضحك افترار الأرض بالنبات وظهور الأزهار ، وبالحديث ما يتحدث به الناس من صفة النبات وذكره . ويسمى هذا النوع في علم البيان المجاز التعليقي ، وهو من أحسن أنواعه .( هـ ) وفيه : قد كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب جاء في الحديث تفسيره : أنهم الملهمون . والملهم هو الذي يلقى في نفسه الشيء فيخبر به حدسا وفراسة ، وهو نوع يختص به الله عز وجل من يشاء من عباده الذين اصطفى ، مثل عمر ، كأنهم حدثوا بشيء فقالوه . وقد تكرر في الحديث .
* وفي حديث عائشة رضي الله عنها : " لولا حدثان قومك بالكفر لهدمت الكعبة وبنيتها " حدثان الشيء بالكسر : أوله ، وهو مصدر حدث يحدث حدوثا وحدثانا . والحديث ضد القديم . والمراد به قرب عهدهم بالكفر والخروج منه والدخول في الإسلام ، وأنه لم يتمكن الدين في قلوبهم ، فلو هدمت الكعبة وغيرتها ربما نفروا من ذلك .
[ ص: 351 ] * ومنه حديث حنين : إني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم وهو جمع صحة لحديث ، فعيل بمعنى فاعل .
* ومنه الحديث : أناس حديثة أسنانهم حداثة السن : كناية عن الشباب وأول العمر .
* ومنه حديث أم الفضل : " زعمت امرأتي الأولى أنها أرضعت امرأتي الحدثى " هي تأنيث الأحدث ، يريد المرأة التي تزوجها بعد الأولى .
* وفي حديث المدينة : " من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا " الحدث : الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة . والمحدث يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول ، فمعنى الكسر : من نصر جانيا أو آواه وأجاره من خصمه ، وحال بينه وبين أن يقتص منه . والفتح : هو الأمر المبتدع نفسه ، ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه ، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه .
* ومنه الحديث : إياكم ومحدثات الأمور جمع محدثة - بالفتح - وهي ما لم يكن معروفا في كتاب ولا سنة ولا إجماع .
* وحديث بني قريظة : لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة أحدثت حدثا قيل حدثها أنها سمت النبي - صلى الله عليه وسلم - .
( هـ ) وفي حديث الحسن : " حادثوا القلوب بذكر الله " أي اجلوها به ، واغسلوا الدرن عنها ، وتعاهدوها بذلك كما يحادث السيف بالصقال .
( هـ ) وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أنه سلم عليه وهو يصلي فلم يرد عليه السلام ، قال : فأخذني ما قدم وما حدث يعني همومه وأفكاره القديمة والحديثة . يقال حدث الشيء بالفتح يحدث حدوثا ، فإذا قرن بقدم ضم للازدواج بقدم .


