نجد : النجد من الأرض : قفافها وصلابتها وما غلظ منها وأشرف وارتفع واستوى ، والجمع أنجد وأنجاد ونجاد ونجود ونجد ; الأخيرة عن ، وأنشد : ابن الأعرابي
لما رأيت فجاج البيد قد وضحت ولاح من نجد عادية حصر
ولا يكون النجاد إلا قفا أو صلابة من الأرض في ارتفاع مثل الجبل معترضا بين يديك يرد طرفك عما وراءه ، ويقال : اعل هاتيك النجاد وهذاك النجاد ; يوحد ، وأنشد :رمين بالطرف النجاد الأبعدا
قال : وليس بالشديد الارتفاع . وفي حديث في زكاة الإبل : " وعلى أكتافها أمثال النواجد شحما " ، هي طرائق الشحم ، واحدتها ناجدة ; سميت بذلك لارتفاعها ، وقول أبي هريرة أبي ذؤيب :في عانة بجنوب السي مشربها غور ، ومصدرها عن مائها نجد
ذراني من نجد ، فإن سنينه لعبن بنا شيبا ، وشيبننا مردا
فقد يقصر القل الفتى دون همه وقد كان ، لولا القل ، طلاع أنجد
كم فيهم من فتى حلو شمائله ، جم الرماد إذا ما أخمد البرم غمر الندى ، لا يبيت الحق يثمده إلا غدا ، وهو سامي الطرف مبتسم يغدو أمامهم في كل مربأة ، طلاع أنجدة ، في كشحه هضم
ومعنى يثمده : يلح عليه فيبرزه . قال : وأنجدة من الجموع الشاذة ، ومثله ندى وأندية ورحى وأرحية ، وقياسها نداء ورحاء ، وكذلك أنجدة قياسها نجاد . والمربأة : المكان المرتفع يكون فيه الربيئة ، قال ابن بري الجوهري : وهو جمع نجود جمع الجمع ، قال : وهذا وهم من ابن بري الجوهري ، وصوابه أن يقول جمع نجاد لأن فعالا يجمع أفعلة نحو حمار وأحمرة ، قال ولا يجمع فعول على أفعلة . قال الجوهري : يقال فلان طلاع أنجد وطلاع الثنايا إذا كان ساميا لمعالي الأمور ، وأنشد بيت حميد بن أبي شحاذ الضبي :
وقد كان لولا القل طلاع أنجد
والأنجد : جمع النجد ، وهو الطريق في الجبل . والنجد : ما خالف الغور ، والجمع نجود . ونجد : من بلاد العرب ما كان فوق العالية والعالية ما كان فوق نجد إلى أرض تهامة إلى ما وراء مكة ، فما كان دون ذلك إلى أرض العراق ، فهو نجد . ويقال له أيضا النجد والنجد لأنه في الأصل صفة ، قال المرار الفقعسي :إذا تركت وحشية النجد ، لم يكن ، لعينيك مما تشكوان ، طبيب وروي بيت أبي ذؤيب :
في عانة بجنوب السي مشربها غور ، ومصدرها عن مائها النجد
وقد تقدم أن الرواية ومصدرها عن مائها نجد وأنها هذلية . وأنجد فلان الدعوة ، وروى الأزهري بسنده عن قال : سمعت الأصمعي الأعراب يقولون : إذا خلفت عجلزا مصعدا ، وعجلز فوق القريتين ، فقد أنجدت ، فإذا أنجدت عن ثنايا ذات عرق ، فقد أتهمت ، فإذا عرضت لك الحرار بنجد ، قيل : ذلك الحجاز . وروى عن قال : ما ارتفع من بطن ابن السكيت الرمة ، والرمة واد معلوم ، فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق . قال : وسمعت الباهلي يقول : كل ما وراء الخندق الذي خندقه على سواد كسرى العراق ، فهو نجد إلى أن تميل إلى الحرة فإذا ملت إليها ، فأنت في الحجاز ; شمر : إذا جاوزت عذيبا إلى أن تجاوز فيد وما يليها . : ابن الأعرابي نجد ما بين العذيب إلى ذات عرق وإلى اليمامة وإلى اليمن وإلى جبل طيئ ، ومن المربد إلى وجرة ، وذات عرق أول تهامة إلى البحر وجدة . والمدينة : لا تهامية ولا نجدية ، وإنها حجاز فوق الغور ودون نجد ، وإنها جلس لارتفاعها عن الغور . الباهلي : كل ما وراء الخندق على سواد العراق ، فهو نجد ، والغور كل ما انحدر سيله مغربيا ، وما أسفل منها [ ص: 194 ] مشرقيا فهو نجد ، وتهامة ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة ، وما وراء ذلك من المغرب ، فهو غور ، وما وراء ذلك من مهب الجنوب ، فهو السراة إلى تخوم اليمن . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه جاءه رجل وبكفه وضح ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " انظر بطن واد لا منجد ولا متهم ، فتمعك فيه " ، ففعل فلم يزد شيئا حتى مات ، قوله لا منجد ولا متهم لم يرد أنه ليس من نجد ولا من تهامة ولكنه أراد حدا بينهما ، فليس ذلك الموضع من نجد كله ولا من تهامة كله ، ولكنه تهام منجد ، قال ابن الأثير : أراد موضعا ذا حد من نجد وحد من تهامة ، فليس كله من هذه ولا من هذه . ونجد : اسم خاص لما دون الحجاز مما يلي العراق ، وقوله أنشده : ابن الأعرابي
إذا استنصل الهيف السفى برحت به عراقية الأقياظ ، نجد المراتع
يا أم حزرة ، ما رأينا مثلكم في المنجدين ، ولا بغور الغائر
وأنجد : خرج إلى بلاد نجد ; رواها عن ابن سيده اللحياني . الصحاح : وتقول أنجدنا أي أخذنا في بلاد نجد . وفي المثل : أنجد من رأى حضنا وذلك إذا علا من الغور ، وحضن اسم جبل . وأنجد الشيء : ارتفع ، قال : وعليه وجه ابن سيده الفارسي رواية من روى قول الأعشى :
نبي يرى ما لا ترون ، وذكره أغار لعمري في البلاد ، وأنجدا
فقال : أغار ذهب في الأرض . وأنجد : ارتفع ، قال : ولا يكون أنجد في هذه الرواية أخذ في نجد لأن الأخذ في نجد إنما يعادل بالأخذ في الغور ، وذلك لتقابلهما ، وليست أغار من الغور لأن ذلك إنما يقال فيه غار أي أتى الغور ، قال : وإنما يكون التقابل في قول جرير :
في المنجدين ولا بغور الغائر
والنجود من الإبل : التي لا تبرك إلا على مرتفع من الأرض . والنجد : الطريق المرتفع البين الواضح ، قال امرؤ القيس :
غداة غدوا فسالك بطن نخلة وآخر منه قاطع نجد كبكب
قال : هي نجود عدة : فمنها الأصمعي نجد كبكب ، ونجد مريع ، ونجد خال ، قال : ونجد كبكب طريق بكبكب ، وهو الجبل الأحمر الذي تجعله في ظهرك إذا وقفت بعرفة ، قال وقول الشماخ :
أقول ، وأهلي بالجناب وأهلها بنجدين : لا تبعد نوى أم حشرج
قال بنجدين موضع يقال له نجدا مريع ، وقال : فلان من أهل نجد . قال : وفي لغة هذيل والحجاز من أهل النجد . وفي التنزيل العزيز : وهديناه النجدين ; أي طريق الخير وطريق الشر ، وقيل : النجدين الطريقين الواضحين . والنجد : المرتفع من الأرض ; فالمعنى : ألم نعرفه طريق الخير والشر بينين كبيان الطريقين العاليين ؟ قيل : النجدين الثديين . ونجد الأمر ينجد نجودا ، وهو نجد وناجد : وضح واستبان ، وقال أمية :
ترى فيه أنباء القرون التي مضت وأخبار غيب في القيامة تنجد
ونجد الطريق ينجد نجودا : كذلك . ودليل نجد : هاد ماهر . وأعطاه الأرض بما نجد منها أي بما خرج . والنجد : ما ينضد به البيت من البسط والوسائد والفرش ، والجمع نجود ونجاد ، وقيل : ما ينجد به البيت من المتاع أي يزين ، وقد نجد البيت ، قال : ذو الرمة
حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي عبقر ، تجليل وتنجيد
أبو الهيثم : النجاد الذي ينجد البيوت والفرش والبسط . وفي الصحاح : النجاد الذي يعالج الفرش والوساد ويخيطها . والنجود : هي الثياب التي تنجد بها البيوت فتلبس حيطانها وتبسط . قال ونجدت البيت بسطته بثياب موشية . والتنجيد : التزيين . وفي حديث عبد الملك : أنه بعث إلى بأنجاد من عنده ، الأنجاد جمع نجد ، بالتحريك ، وهو متاع البيت من فرش ونمارق وستور ، أم الدرداء : والنجود الذي يعالج النجود بالنفض والبسط والحشو والتنضيد . وبيت منجد إذا كان مزينا بالثياب والفرش ، ونجوده ستوره التي تعلق على حيطانه يزين بها . وفي حديث ابن سيده قس : زخرف ونجد أي زين . وقال شمر : أغرب ما جاء في النجود ما جاء في حديث الشورى : وكانت امرأة نجودا ; يريد ذات رأي كأنها التي تجهد رأيها في الأمور . يقال : نجد نجدا أي جهد جهدا . والمناجد : حلي مكلل بجواهر بعضه على بعض مزين . وفي الحديث أنه رأى امرأة تطوف بالبيت عليها مناجد من ذهب فنهاها عن ذلك ، قال أبو عبيدة : أراد بالمناجد الحلي المكلل بالفصوص وأصله من تنجيد البيت ; واحدها منجد وهي قلائد من لؤلؤ وذهب أو قرنفل ، ويكون عرضها شبرا تأخذ ما بين العنق إلى أسفل الثديين ; سميت مناجد لأنها تقع على موضع نجاد السيف من الرجل وهي حمائله . والنجود من الأتن والإبل : الطويلة العنق ، وقيل : هي من الأتن خاصة التي لا تحمل . قال شمر : هذا منكر والصواب ما روي في الأجناس عنه : النجود الطويلة من الحمر . وروي عن : أخذت النجود من النجد أي هي مرتفعة عظيمة ، وقيل : النجود المتقدمة ، ويقال للناقة إذا كانت ماضية : نجود ، قال الأصمعي أبو ذؤيب :
فرمى فأنفذ من نجود عائط
قال شمر : وهذا التفسير في النجود صحيح والذي روي في باب حمر الوحش وهم . والنجود من الإبل : المغزار ، وقيل : هي الشديدة [ ص: 195 ] النفس . وناقة نجود ، وهي تناجد الإبل فتغزرهن . الصحاح : والنجود من حمر الوحش التي لا تحمل ، ويقال : هي الطويلة المشرفة ، والجمع نجد . وناجدت الإبل : غزرت وكثر لبنها ، والإبل حينئذ بكاء غوازر ، وعبر الفارسي عنها فقال : هي نحو الممانح . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الزكاة حين ذكر الإبل ووطأها يوم القيامة صاحبها الذي لم يؤد زكاتها فقال : ، قال : النجدة الشدة ، وقيل : السمن ، قال " إلا من أعطى في نجدتها ورسلها " أبو عبيدة : نجدتها أن تكثر شحومها حتى يمنع ذلك صاحبها أن ينحرها نفاسة بها ، فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به ، قال : ورسلها أن لا يكون لها سمن فيهون عليه إعطاؤها فهو يعطيها على رسله أي مستهينا بها ، وكأن معناه أن يعطيها على مشقة من النفس وعلى طيب منها ، : في رسلها أي بطيب نفس منه ، قال ابن الأعرابي الأزهري : فكأن قوله في نجدتها معناه أن لا تطيب نفسه بإعطائها ويشتد عليه ذلك ، وقال المرار يصف الإبل وفسره أبو عمرو :
لهم إبل لا من ديات ، ولم تكن مهورا ، ولا من مكسب غير طائل مخيسة في كل رسل ونجدة ، وقد عرفت ألوانها في المعاقل الرسل : الخصب . والنجدة : الشدة . وقال أبو سعيد في قوله : في نجدتها ما ينوب أهلها مما يشق عليه من المغارم والديات ، فهذه نجدة على صاحبها . والرسل : ما دون ذلك من النجدة ، وهو أن يعقر هذا ويمنح هذا وما أشبهه دون النجدة ، وأنشد لطرفة يصف جارية :
تحسب الطرف عليها نجدة يا لقومي للشباب المسبكر
لو أن قومي من قريم رجلا لمنعوني نجدة أو رسلا
يظل من خوفه الملاح معتصما بالخيزرانة ، بعد الأين والنجد
إذا نضخت بالماء وازداد فورها نجا ، وهو مكروب من الغم ناجد فإنه أشبع الفتحة اضطرارا كقوله :
فأنت من الغوائل حين ترمى ومن ذم الرجال بمنتزاح
[ ص: 196 ]
ونجد الماء الذي توردا
أي سال العرق . وتورده : تلونه . ويقال : نجد ينجد إذا بلد وأعيا ، فهو ناجد ومنجود . والنجدة : الفزع والهول ، وقد نجد . والمنجود : المكروب ، قال أبو زبيد يرثي ابن أخته - وكان مات عطشا في طريق مكة - :صاديا يستعيث غير مغاث ، ولقد كان عصرة المنجود يريد المغلوب المعيا والمنجود الهالك . والنجدة : الثقل والشدة ; لا يعنى به شدة النفس ، إنما يعنى به شدة الأمر عليه ، وأنشد بيت طرفة :
تحسب الطرف عليها نجدة
ونجد الرجل ينجده نجدا : غلبه . والنجاد : ما وقع على العاتق من حمائل السيف ، وفي الصحاح : حمائل السيف ، ولم يخصص . وفي حديث أم زرع : ، النجاد : حمائل السيف ; تريد طول قامته ، فإنها إذا طالت طال نجاده ، وهو من أحسن الكنايات ، وقول زوجي طويل النجاد مهلهل :تنجد حلفا آمنا فأمنته وإن جديرا أن يكون ويكذبا
كأنما المسك نهبى بين أرحلنا مما تضوع من ناجودها الجاري
ظلت ترقرق في الناجود يصفقها وليد أعجم بالكتان ملثوم يصفقها
تمشى بيننا ناجود خمر
اللحياني : لاقى فلان نجدة أي شدة ، قال : وليس من شدة النفس ولكنه من الأمر الشديد . والنجد : شجر يشبه الشبرم في لونه ونبته وشوكه . والنجد : مكان لا شجر فيه . والمنجدة : عصا تساق بها الدواب وتحث على السير وينفش بها الصوف . وفي الحديث : أنه أذن في قطع المنجدة ، يعني من شجر الحرم ، هو من ذلك . وناجد ونجد ونجيد ومناجد ونجدة : أسماء . والنجدات : قوم من الخوارج من الحرورية ينسبون إلى نجدة بن عامر الحروري الحنفي ، رجل منهم ، يقال : هؤلاء النجدات . والنجدية : قوم من الحرورية . : من القراء . وعاصم بن أبي النجود