الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نقف

                                                          نقف : الليث : النقف كسر الهامة عن الدماغ ونحو ذلك ، كما ينقف الظليم الحنظل عن حبه . والمناقفة : المضاربة بالسيوف على الرؤوس . ونقف رأسه ينقفه نقفا ونقحه : ضربه على رأسه حتى يخرج دماغه ، وقيل : نقفه ضربه أيسر الضرب ، وقيل : هو كسر الرأس على الدماغ ، وقيل : هو ضربك إياه برمح أو عصا وقد ناقفت الرجل مناقفة ونقافا . يقال : اليوم قحاف وغدا نقاف أي اليوم خمر وغدا أمر ، ومن رواه وغدا ثقاف فقد صحف . وفي حديث عبد الله بن عمرو : اعدد اثني عشر من بني كعب بن لؤي ثم يكون النقف والنقاف أي القتل والقتال ، والنقف : هشم الرأس أي تهيج الفتن والحروب بعدهم . وفي حديث مسلم بن عقبة المري : لا يكون إلا الوقاف ثم النقاف ثم الانصراف أي الموافقة في الحرب ثم المناجزة بالسيوف ثم الانصراف عنها . وتنقفت الحنظل أي شققته عن الهبيد ، ومنه قول امرئ القيس :


                                                          كأني غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل



                                                          ويقال : حنظل نقيف أي منقوف ، وفي رجز كعب وابن الأكوع :

                                                          لكن غذاها حنظل نقيف

                                                          أي منقوف ، وهو أن جاني الحنظل ينقفها بظفره أي يضربها ، فإن صوتت علم أنها مدركة فاجتناها ، ونقف الظليم الحنظل ينقفه وانتقفه : كسره عن هبيده . ونقف الرمانة إذا قشرها ليستخرج حبها . وانتقفت الشيء : استخرجته . ونقف البيضة : نقبها . ونقف الفرخ البيضة : نقبها وخرج منها . والنقف الفرخ حين يخرج من البيضة سمي باسم المصدر . أبو عمرو : يقال للرجلين جاءا في ثقاف واحد ونقاف واحد إذا جاءا في مكان واحد ، أبو سعيد : إذا جاءا متساويين لا يتقدم أحدهما الآخر ، وأصله الفرخان يخرجان من بيضة واحدة . وأنقف الجراد : رمى ببيضه . وقولهم : لا تكونوا كالجراد رعى واديا وأنقف واديا أي أكثر بيضه فيه . والنقفة كالنجفة وهي وهيدة صغيرة تكون في رأس الجبل أو الأكمة . وجذع نقيف ومنقوف : أكلته الأرضة . وأنقفتك المخ أي أعطيتك العظم تستخرج مخه . والمنقوف : الرجل الخفيف الأخدعين القليل اللحم . ومنقاف الطائر : منقاره في بعض اللغات . والمنقاف : عظم دويبة تكون في البحر في وسطه مشق تصقل به الصحف ، وقيل : هو ضرب من الودع . ورجل نقاف : ذو نظر في الأشياء وتدبير ، والنقاف : السائل ، وخص بعضهم به سائل الإبل والشاء ؛ قال :

                                                          إذا جاء نقاف يعد عياله طويل العصا نكبته عن شياهها

                                                          التهذيب : وقال لبيد يصف خمرا :


                                                          لذيذا ومنقوفا بصافي مخيلة     من الناصع المحمود من خمر بابلا

                                                          أراد ممزوجا بماء صاف من ماء سحابة ، وقيل : المنقوف المبزول من الشراب ، ونقفته نقفا أي بزلته . ويقال : نحت النحات العود فترك فيه منقفا إذا لم ينعم نحته ولم يسوه ؛ قال الراجز :

                                                          كلنا عليهن بمد أجوفا ، [ ص: 344 ] لم يدع النقاف فيه منقفا ، إلا انتقى من حوفه ولجفا

                                                          يريد أنه أنعم نحته . والنقاف : النحات للخشب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية