نعم : النعيم والنعمى والنعماء والنعمة ، كله الخفض والدعة والمال ، وهو ضد البأساء والبؤسى . وقوله - عز وجل - : ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته يعني في هذا الموضع حجج الله الدالة على أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله تعالى : ثم لتسألن يومئذ عن النعيم أي تسألون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا ، وجمع النعمة نعم وأنعم كشدة وأشد ، حكاه وقال سيبويه النابغة :
فلن أذكر النعمان إلا بصالح فإن له عندي يديا وأنعما
والنعم بالضم خلاف البؤس . يقال : يوم نعم ويوم بؤس ، والجمع أنعم وأبؤس . ونعم الشيء نعومة أي صار ناعما لينا ، وكذلك نعم ينعم مثل حذر يحذر ، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما : نعم ينعم مثل فضل يفضل ، ولغة رابعة : نعم ينعم بالكسر فيهما وهو شاذ . والتنعم : الترفه ، والاسم النعمة . ونعم الرجل ينعم نعمة فهو نعم بين المنعم ، ويجوز تنعم فهو ناعم ونعم ينعم ، قال : نعم في الأصل ماضي ينعم ، وينعم في الأصل مضارع نعم ، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نعم لغة من يقول ينعم ، فحدث هنالك لغة ثالثة ، فإن قلت : فكان يجب على هذا أن يستضيف من يقول نعم مضارع من يقول نعم فيتركب من هذا لغة ثالثة ، وهي نعم ينعم ، قيل : منع من هذا أن فعل لا يختلف مضارعه أبدا ، وليس كذلك نعم ، فإن نعم قد يأتي فيه ينعم وينعم ، فاحتمل خلاف مضارعه ، وفعل لا يحتمل مضارعه الخلاف ، فإن قلت : فما بالهم كسروا عين ينعم وليس في ماضيه إلا نعم ونعم وكل واحد من فعل وفعل ليس له حظ في باب يفعل ؟ قيل : هذا طريقه غير طريق ما قبله ، فإما أن يكون ينعم بكسر العين جاء على ماض وزنه فعل غير أنهم لم ينطقوا به استغناء عنه بنعم ونعم ، كما استغنوا بترك عن وذر وودع ، وكما استغنوا بملامح عن تكسير لمحة أو يكون فعل في هذا داخلا على فعل ، أعني أن تكسر عين مضارع نعم كما ضمت عين مضارع فعل ، وكذلك تنعم وتناعم وناعم ونعمه وناعمه . ونعم أولاده : رفههم . والنعمة بالفتح : التنعيم . يقال : نعمه الله وناعمه فتنعم . وفي الحديث : كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه ؟ أي كيف أتنعم من النعمة بالفتح وهي المسرة والفرح والترفه . وفي حديث ابن جني أبي مريم : دخلت على معاوية فقال : ما أنعمنا بك ؟ أي ما الذي أعملك إلينا وأقدمك علينا ، وإنما يقال ذلك لمن يفرح بلقائه ، كأنه قال : ما الذي أسرنا وأفرحنا وأقر أعيننا بلقائك ورؤيتك . الناعمة والمناعمة والمنعمة : الحسنة العيش والغذاء المترفة ، ومنه الحديث : إنها لطير ناعمة أي سمان مترفة ، قال وقوله :ما أنعم العيش لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
وتضحك عن غر الثنايا كأنه ذرى أقحوان نبته متناعم
ونحمي بها حوما ركاما ونسوة عليهن قز ناعم وحرير
أنعم الله بالرسول وبالمر سل والحامل الرسالة عينا
واعوج عودك من لحو ومن قدم لا ينعم العود حتى ينعم الورق
وكوم تنعم الأضياف عينا وتصبح في مباركها ثقالا
صبحك الله بخير باكر بنعم عين وشباب فاخر
ولى نعام بني صفوان زوزأة لما رأى أسدا بالغاب قد وثبا
أشم من هيق وأهدى من جمل
ويقولون : أموق من نعامة وأشرد من نعامة ، وموقها : تركها بيضها وحضنها بيض غيرها ، ويقولون : أجبن من نعامة وأعدى من نعامة . ويقال : ركب فلان جناحي نعامة إذا جد في أمره . ويقال للمنهزمين : أضحوا نعاما ومنه قول بشر :فأما بنو عامر بالنسار فكانوا غداة لقونا نعاما
ومثل نعامة تدعى بعيرا تعاظمه إذا ما قيل طيري
وإن قيل احملي قالت فإني من الطير المربة بالوكور
أو كالنعامة إذا غدت من بيتها لتصاغ أذناها بغير أذين
فاجتثت الأذنان منها فانتهت هيماء ليست من ذوات قرون
بهن نعام بناها الرجا ل تحسب آرامهن الصروحا
تلقي النفائض فيه السريحا
قال : والنفائض من الإبل ، وقال آخر :لا شيء في ريدها إلا نعامتها
منها هزيم ومنها قائم باقي والمشهور من شعره :لا ظل في ريدها وشرحه فقال : النعامة : ما نصب من خشب يستظل به الربيئة ، والهزيم : المتكسر ، وبعد هذا البيت : ابن بري
بادرت قلتها صحبي وما كسلوا حتى نميت إليها قبل إشراق
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا فخالني دونه بل خلته دوني
اشرب هنيئا فقد شالت نعامتهم وأسبل اليوم في برديك إسبالا
إني قضيت قضاء غير ذي جنف لما سمعت ولما جاءني الخبر [ ص: 305 ] أن قد شالت نعامته وعضه حية من قومه ذكر والنعامة : الظلمة . والنعامة : الجهل ، يقال : سكنت نعامته ، قال الفرزدق المرار الفقعسي :
ولو أني حدوت به ارفأنت نعامته وأبغض ما أقول اللحياني : يقال للإنسان إنه لخفيف النعامة إذا كان ضعيف العقل . وأراكة نعامة : طويلة . وابن النعامة : الطريق ، وقيل : عرق في الرجل ، قال الأزهري : قال الفراء : سمعته من العرب وقيل : ابن النعامة عظم الساق ، وقيل : صدر القدم وقيل : ما تحت القدم ، قال عنترة :
فيكون مركبك القعود ورحله وابن النعامة عند ذلك مركبي
وابن النعامة يوم ذلك مركبي وابن النعامة : الساقي الذي يكون على البئر . والنعامة : الرجل . والنعامة : الساق . والنعامة : الفيج المستعجل . والنعامة : الفرح . والنعامة : الإكرام . والنعامة : المحجة الواضحة . قال أبو عبيدة في قوله :
وابن النعامة عند ذلك مركبي
قال : هو اسم لشدة الحرب وليس ثم امرأة وإنما ذلك كقولهم : به داء الظبي ، وجاءوا على بكرة أبيهم ، وليس ثم داء ولا بكرة . قال : وهذا البيت أعني فيكون مركبك ، ابن بري لخزز بن لوذان السدوسي وقبله :كذب العتيق وماء شن بارد إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي لا تذكري مهري وما أطعمته فيكون لونك مثل لون الأجرب إني لأخشى أن تقول حليلتي هذا غبار ساطع فتلبب إن الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحلي وتخضبي ويكون مركبك القلوص ورحله وابن النعامة يوم ذلك مركبي وقال : هكذا ذكره ابن خالويه وأبو محمد الأسود ، وقال : ابن النعامة فرس خزز بن لوذان السدوسي ، والنعامة أمه فرس الحارث بن عباد ، قال : وتروى الأبيات أيضا لعنترة قال : والنعامة خط في باطن الرجل ، ورأيت أبا الفرج الأصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابه وإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب النقل عنه لكنه أقرب إلى الصحة ; لأنه قال : إن نهاية غرض الرجال منك إذا أخذوك الكحل والخضاب للتمتع بك ، ومتى أخذوك أنت حملوك على الرحل والقعود وأسروني أنا ، فيكون القعود مركبك ويكون ابن النعامة مركبي أنا ، وقال : ابن النعامة رجلاه أو ظله الذي يمشي فيه ، وهذا أقرب إلى التفسير من كونه يصف المرأة بركوب القعود ويصف نفسه بركوب الفرس ، اللهم إلا أن يكون راكب الفرس منهزما موليا هاربا ، وليس في ذلك من الفخر ما يقوله عن نفسه ، فأي حالة أسوأ من إسلام حليلته وهربه عنها راكبا أو راجلا ؟ فكونه يستهول أخذها وحملها وأسره هو ومشيه هو الأمر الذي يحذره ويستهوله . والنعم : واحد الأنعام وهي المال الراعية ، قال : النعم الإبل والشاء يذكر ويؤنث ، والنعم لغة فيه عن ابن سيده ثعلب وأنشد :
وأشطان النعام مركزات وحوم النعم والحلق الحلول
والجمع أنعام وأناعيم جمع الجمع قال : ذو الرمةدانى له القيد في ديمومة قذف قينيه وانحسرت عنه الأناعيم
وقال : النعم الإبل خاصة ، والأنعام الإبل والبقر والغنم . وقوله تعالى : ابن الأعرابي فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم قال : ينظر إلى الذي قتل ما هو فتؤخذ قيمته دراهم فيتصدق بها ، قال الأزهري : دخل في النعم هاهنا الإبل والبقر والغنم . وقوله - عز وجل - : والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام قال ثعلب : لا يذكرون الله تعالى على طعامهم ولا يسمون كما أن الأنعام لا تفعل ذلك وأما قول الله - عز وجل - : وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه فإن الفراء قال : الأنعام هاهنا بمعنى النعم والنعم تذكر وتؤنث ، ولذلك قال الله - عز وجل - : مما في بطونه وقال في موضع آخر : مما في بطونها ، وقال الفراء : النعم ذكر لا يؤنث ويجمع على نعمان مثل حمل وحملان ، والعرب إذا أفردت النعم لم يريدوا بها إلا الإبل فإذا قالوا الأنعام أرادوا بها الإبل والبقر والغنم قال الله - عز وجل - : ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ( الآية ) ثم قال : ثمانية أزواج أي خلق منها ثمانية أزواج ، وكان يقول في قوله تعالى : الكسائي نسقيكم مما في بطونه قال : أراد في بطون ما ذكرنا ومثله قوله :مثل الفراخ نتقت حواصله
أي حواصل ما ذكرنا ، وقال آخر في تذكير النعم :في كل عام نعم يحوونه يلقحه قوم وينتجونه
ومن العرب من يقول للإبل إذا ذكرت الأنعام والأناعيم . والنعامى بالضم على فعالى : من أسماء ريح الجنوب ; لأنها أبل الرياح وأرطبها قال أبو ذؤيب :مرته النعامى فلم يعترف خلاف النعامى من الشأم ريحا
وروى اللحياني عن أبي صفوان ، قال : هي ريح تجيء بين الجنوب والصبا . والنعام والنعائم : من منازل القمر ثمانية كواكب : أربعة صادر وأربعة وارد ، قال الجوهري : كأنها سرير معوج ، قال : أربعة في المجرة وتسمى الواردة وأربعة خارجة تسمى الصادرة . قال ابن سيده الأزهري : النعائم منزلة من منازل القمر والعرب تسميها النعام الصادر ، وهي أربعة كواكب مربعة في طرف المجرة وهي شامية ، ويقال لها النعام ، أنشد ثعلب :باض النعام به فنفر أهله إلا المقيم على الدوى المتأفن
النعام هاهنا : النعائم من النجوم ، وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض [ ص: 306 ] . ونعاماك : بمعنى قصاراك . وأنعم أن يحسن أو يسيء : زاد . وأنعم فيه : بالغ ، قال :سمين الضواحي لم تؤرقه ليلة وأنعم أبكار الهموم وعونها
الضواحي : ما بدا من جسده لم تؤرقه ليلة أبكار الهموم وعونها ، وأنعم أي وزاد على هذه الصفة وأبكار الهموم : ما فجأك ، وعونها : ما كان هما بعد هم ، وحرب عوان إذا كانت بعد حرب كانت قبلها ، وفعل كذا وأنعم أي زاد . وفي حديث صلاة الظهر : ، ومنه قولهم : أنعم النظر في الشيء إذا أطال الفكرة فيه وقوله : فأبرد بالظهر وأنعم أي أطال الإبراد وأخر الصلاةفوردت والشمس لما تنعم
من ذلك أيضا أي لم تبالغ في الطلوع . ونعم : ضد بئس ، ولا تعمل من الأسماء إلا فيما فيه الألف واللام أو ما أضيف إلى ما فيه الألف واللام ، وهو مع ذلك دال على معنى الجنس . قال أبو إسحاق : إذا قلت نعم الرجل زيد أو نعم رجلا زيد فقد قلت : استحق زيد المدح الذي يكون في سائر جنسه ، فلم يجز إذا كانت تستوفي مدح الأجناس أن تعمل في غير لفظ جنس . وحكى : أن من العرب من يقول نعم الرجل في نعم ، كان أصله نعم ثم خفف بإسكان الكسرة على لغة سيبويه بكر من وائل ، ولا تدخل عند إلا على ما فيه الألف واللام مظهرا أو مضمرا ، كقولك نعم الرجل زيد فهذا هو المظهر ، ونعم رجلا زيد فهذا هو المضمر . وقال سيبويه ثعلب حكاية عن العرب : نعم بزيد رجلا ونعم زيد رجلا وحكى أيضا : مررت بقوم نعم قوما ، ونعم بهم قوما ، ونعموا قوما ولا يتصل بها الضمير عند أعني أنك لا تقول الزيدان نعما رجلين ، ولا الزيدون نعموا رجالا قال سيبويه الأزهري : إذا كان مع نعم وبئس اسم جنس بغير ألف ولام فهو نصب أبدا ، وإن كانت فيه الألف واللام فهو رفع أبدا ، وذلك قولك نعم رجلا زيد ، ونعم الرجل زيد ، ونصبت رجلا على التمييز ، ولا تعمل نعم وبئس في اسم علم ، إنما تعملان في اسم منكور دال على جنس ، أو اسم فيه ألف ولام تدل على جنس ، الجوهري : نعم وبئس فعلان ماضيان لا يتصرفان تصرف سائر الأفعال ; لأنهما استعملا للحال بمعنى الماضي فنعم مدح وبئس ذم وفيهما أربع لغات : نعم بفتح أوله وكسر ثانيه ثم تقول : نعم فتتبع الكسرة الكسرة ، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول : نعم بكسر النون وسكون العين وذلك أن تطرح الكسرة من الثاني ، وتترك الأول مفتوحا ، فتقول : نعم الرجل بفتح النون وسكون العين ، وتقول : نعم الرجل زيد ونعم المرأة هند وإن شئت قلت : نعمت المرأة هند فالرجل فاعل نعم ، وزيد يرتفع من وجهين : أحدهما أن يكون مبتدأ قدم عليه خبره ، والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وذلك أنك لما قلت نعم الرجل قيل لك : من هو ؟ أو قدرت أنه قيل لك ذلك فقلت : هو زيد ، وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدأ ، والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد ، وإذا قلت نعم رجلا فقد أضمرت في نعم الرجل بالألف واللام مرفوعا وفسرته بقولك رجلا ، لأن فاعل نعم وبئس لا يكون إلا معرفة بالألف واللام ، أو ما يضاف إلى ما فيه الألف واللام ، ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد ، أو نكرة منصوبة ولا يليها علم ولا غيره ولا يتصل بهما الضمير ، لا تقول نعم زيد ولا الزيدون نعموا ، وإن أدخلت على نعم ما قلت : نعما يعظكم به ، تجمع بين الساكنين وإن شئت حركت العين بالكسر ، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين ، وتقول : غسلت غسلا نعما ، تكتفي بما مع نعم عن صلته أي نعم ما غسلته ، وقالوا : إن فعلت ذلك فبها ونعمت ، بتاء ساكنة في الوقف والوصل ; لأنها تاء تأنيث كأنهم أرادوا نعمت الفعلة أو الخصلة . وفي الحديث : . قال من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل ابن الأثير : أي ونعمت الفعلة والخصلة هي ، فحذف المخصوص بالمدح والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخصلة أو الفعلة ، يعني الوضوء ينال الفضل ، وقيل هو راجع إلى السنة ، أي فبالسنة أخذ فأضمر ذلك . قال الجوهري : تاء نعمت ثابتة في الوقف ، قال : ذو الرمةأو حرة عيطل ثبجاء مجفرة دعائم الزور نعمت زورق البلد
وقالوا : نعم القوم كقولك نعم القوم ، قال طرفة :ما أقلت قدماي إنهم نعم الساعون في الأمر المبر
هكذا أنشدوه نعم ، بفتح النون وكسر العين ، جاءوا به على الأصل ، ولم يكثر استعماله عليه ، وقد روي نعم بكسرتين على الإتباع . ودققته دقا نعما أي نعم الدق . قال الأزهري : ودققت دواء فأنعمت دقه أي بالغت وزدت . ويقال : ناعم حبلك وغيره أي أحكمه . ويقال : إنه رجل نعما الرجل وإنه لنعيم . وتنعمه بالمكان : طلبه . ويقال : أتيت أرضا فتنعمتني أي وافقتني وأقمت بها . وتنعم : مشى حافيا ، قيل : هو مشتق من النعامة التي هي الطريق وليس بقوي . وقال اللحياني : تنعم الرجل قدميه أي ابتذلهما . وأنعم القوم ونعمهم : أتاهم متنعما على قدميه حافيا على غير دابة ، قال :تنعمها من بعد يوم وليلة فأصبح بعد الأنس وهو بطين
وأنعم الرجل إذا شيع صديقه حافيا خطوات . وقوله تعالى : إن تبدوا الصدقات فنعما هي ومثله : إن الله نعما يعظكم به قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو فنعما بكسر النون وجزم العين وتشديد الميم ، وقرأ حمزة فنعما بفتح النون وكسر العين وذكر والكسائي أبو عبيدة حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين : نعما بالمال الصالح للرجل الصالح لعمرو بن العاص ، وأنه يختار هذه القراءة لأجل هذه الرواية ، قال قال ابن الأثير : أصله نعم ما فأدغم وشدد ، وما غير موصوفة ولا موصولة كأنه قال نعم شيئا المال ، والباء زائدة مثل زيادتها في : كفى بالله حسيبا . ومنه الحديث : نعم المال الصالح للرجل الصالح ، قال ابن الأثير : وفي نعم لغات أشهرها كسر النون وسكون العين ، ثم فتح النون وكسر العين ، ثم كسرهما ، وقال : النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكين العين ، ويقولون : [ ص: 307 ] إن هذه الرواية في نعما ليست بمضبوطة ، وروي عن الزجاج عاصم أنه قرأ فنعما بكسر النون والعين ، وأما أبو عمرو فكأن مذهبه في هذا كسرة خفيفة مختلسة ، والأصل في نعم ونعم نعم ثلاث لغات وما في تأويل الشيء في نعما المعنى نعم الشيء ، قال الأزهري : إذ قلت نعم ما فعل أو بئس ما فعل فالمعنى نعم شيئا وبئس شيئا فعل ، وكذلك قوله : إن الله نعما يعظكم به معناه نعم شيئا يعظكم به . والنعمان الدم ، ولذلك قيل للشقر شقائق النعمان . وشقائق النعمان : نبات أحمر يشبه بالدم . ونعمان بن المنذر : ملك العرب نسب إليه الشقيق ; لأنه حماه ، قال أبو عبيدة : إن العرب كانت تسمي ملوك الحيرة النعمان ; لأنه كان آخرهم . أبو عمرو : من أسماء الروضة الناعمة والواضعة والناصفة والغلباء واللفاء . الفراء : قالت الدبيرية حقت المشربة ونعمتها ومصلتها أي كنستها ، وهي المحوقة . والمنعم والمصول : المكنسة . وأنيعم والأنيعم وناعمة ونعمان كلها : مواضع ، قال : وقول ابن بري الراعي :صبا صبوة من لج وهو لجوج وزايله بالأنعمين حدوج
الأنعمين : اسم موضع . قال : والأنعمان موضع ، قال ابن سيده أبو ذؤيب وأنشد ما نسبه إلى ابن بري الراعي :
صبا صبوة بل لج وهو لجوج وزالت له بالأنعمين حدوج
وهما نعمانان : نعمان الأراك بمكة ، وهو نعمان الأكبر ، وهو وادي عرفة ، ونعمان الغرقد بالمدينة وهو نعمان الأصغر . ونعمان : اسم جبل بين مكة والطائف . وفي حديث ابن جبير : خلق الله آدم من دحنا ومسح ظهر آدم - عليه السلام - بنعمان السحاب ، نعمان : جبل بقرب عرفة وأضافه إلى السحاب ; لأنه ركد فوقه لعلوه . ونعمان بالفتح : واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات ، قال عبد الله بن نمير الثقفي :
تضوع مسكا بطن نعمان أن مشت به زينب في نسوة عطرات
أما والراقصات بذات عرق ومن صلى بنعمان الأراك
والتنعيم : مكان بين مكة والمدينة ، وفي التهذيب : بقرب من مكة . ومسافر بن نعمة بن كرير : من شعرائهم حكاه . وناعم ونعيم ومنعم وأنعم ونعمي ونعمان ونعيمان وتنعم كلهن : أسماء . والتناعم : بطن من العرب ينسبون إلى ابن الأعرابي تنعم بن عتيك . وبنو نعام : بطن . ونعام : موضع . يقال : فلان من أهل برك ونعام ، وهما موضعان من أطراف اليمن . والنعامة : فرس مشهورة فارسها الحارث بن عباد ، وفيها يقول :
قربا مربط النعامة مني لقحت حرب وائل عن حيال
أي بعد حيال . والنعامة أيضا : فرس مسافع بن عبد العزى . وناعمة : اسم امرأة طبخت عشبا ، يقال له العقار رجاء أن يذهب الطبخ بغائلته فأكلته فقتلها ، فسمي العقار لذلك عقار ناعمة رواه عن ابن سيده أبي حنيفة . وينعم : حي من اليمن . ونعم ونعم : كقولك بلى إلا أن نعم في جواب الواجب وهي موقوفة الآخر ; لأنها حرف جاء لمعنى ، وفي التنزيل : فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم قال الأزهري : إنما يجاب به الاستفهام الذي لا جحد فيه ، قال : وقد يكون نعم تصديقا ويكون عدة ، وربما ناقض بلى إذا قال : ليس لك عندي وديعة ، فتقول : نعم تصديق له ، وبلى تكذيب . وفي حديث قتادة عن رجل من خثعم قال : دفعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بمنى فقلت : أنت الذي تزعم أنك نبي ، فقال : نعم ، وكسر العين هي لغة في نعم بالفتح التي للجواب ، وقد قرئ بهما . وقال : أمرنا أمير المؤمنين أبو عثمان النهدي عمر رضي الله عنه بأمر ، فقلنا : نعم ، فقال : لا تقولوا نعم وقولوا نعم بكسر العين . وقال بعض ولد الزبير : ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلا نعم بكسر العين . وفي حديث أبي سفيان حين أراد الخروج إلى أحد : كتب على سهم نعم وعلى آخر لا وأجالهما عند هبل ، فخرج سهم نعم فخرج إلى أحد ، فلما قال لعمر : أعل هبل ، وقال عمر : الله أعلى وأجل ، قال أبو سفيان : أنعمت فعال عنها ، أي اترك ذكرها فقد صدقت في فتواها وأنعمت ، أي أجابت بنعم ، وقول الطائي :
تقول إن قلتم لا لا مسلمة لأمركم ونعم إن قلتم نعما
أبى جوده لا البخل واستعجلت به نعم من فتى لا يمنع الجوع قاتله
تكاثر قرزل والجون فيها وتحجل والنعامة والخبال
وأبو نعامة : كنية ، ويكنى قطري بن الفجاءة أبا محمد أيضا ، قال : ابن بري أبو نعامة كنيته في الحرب ، وأبو محمد كنيته في السلم . ونعم بالضم : اسم امرأة .