نفذ : النفاذ : الجواز ، وفي المحكم : جواز الشيء والخلوص منه . تقول : نفذت أي جزت ، وقد نفذ ينفذ نفاذا ونفوذا . ورجل نافذ في أمره ، ونفوذ ونفاذ : ماض في جميع أمره ، وأمره نافذ أي مطاع . وفي حديث : أي إمضاء وصيتهما وما عهدا به قبل موتهما ، ومنه حديث المحرم : بر الوالدين الاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما أي يمضيان على حالهما ولا يبطلان حجهما . يقال : رجل نافذ في أمره أي ماض . ونفذ السهم الرمية ، ونفذ فيها ينفذها نفذا ونفاذا : خالط جوفها ثم خرج طرفه من الشق الآخر وسائره فيه . يقال : نفذ السهم من الرمية ينفذ نفاذا ونفذ الكتاب إلى فلان نفاذا ونفوذا وأنفذته أنا ، والتنفيذ مثله . وطعنة نافذة : منتظمة الشقين . قال إذا أصاب أهله ينفذان لوجههما : والنفاذ ، عند ابن سيده الأخفش حركة هاء [ ص: 317 ] الوصل التي تكون للإضمار ولم يتحرك من حروف الوصل غيرها نحو فتحة الهاء من قوله :
رحلت سمية غدوة أحمالها
وكسرة هاء :تجرد المجنون من كسائه
وضمة هاء :وبلد عامية أعماؤه
سمي بذلك ; لأنه أنفذ حركة هاء الوصل إلى حرف الخروج ، وقد دلت الدلالة على أن حركة هاء الوصل ليس لها قوة في القياس من قبل أن حروف الوصل المتمكنة فيه التي هي الهاء محمولة في الوصل عليها ، وهي الألف والياء والواو لا يكن في الوصل إلا سواكن ، فلما تحركت هاء الوصل شابهت بذلك حروف الروي وتنزلت حروف الخروج من هاء الوصل قبلها منزلة حروف الوصل من حرف الروي قبلها ، فكما سميت حركة هاء الوصل نفاذا لأن الصوت جرى فيها حتى استطال بحروف الوصل وتمكن بها اللين ، كما سميت حركة هاء الوصل نفاذا لأن الصوت نفذ فيها إلى الخروج حتى استطال بها وتمكن المد فيها . ونفوذ الشيء إلى الشيء : نحو في المعنى من جريانه نحوه ، فإن قلت : فهلا سميت لذلك نفوذا لا نفاذا ؟ قيل : أصله " ن ف ذ " ومعنى تصرفها موجود في النفاذ والنفوذ جميعا ، ألا ترى أن النفاذ هو الحدة والمضاء ، والنفوذ هو القطع والسلوك ؟ فقد ترى المعنيين مقتربين إلا أن النفاذ كان هنا بالاستعمال أولى ، ألا ترى أن أبا الحسن الأخفش سمى ما هو نحو هذه الحركة تعديا ، وهو حركة الهاء في نحو قوله :قريبة ندوته من محمضهى
والنفاذ والحدة والمضاء كله أدنى إلى التعدي والغلو من الجريان والسلوك ، لأن كل متعد متجاوز وسالك ، فهو جار إلى مدى ما وليس كل جار إلى مدى متعديا ، فلما لم يكن في القياس تحريك هاء الوصل سميت حركتها نفاذا لقربه من معنى الإفراط والحدة ، ولما كان القياس في الروي أن يكون متحركا سميت حركته المجرى ، لأن ذلك على ما بينا أخفض رتبة من النفاذ الموجود ، فيه معنى الحدة والمضاء المقارب للتعدي والإفراط ، فلذلك اختير لحركة الروي المجرى ، ولحركة هاء الوصل النفاذ ، وكما أن الوصل دون الخروج في المعنى لأن الوصل معناه المقاربة والاقتصاد ، والخروج في معنى التجاوز والإفراط ، كذلك الحركتان المؤديتان أيضا إلى هذين الحرفين بينهما من التقارب ما بين الحرفين الحادثين عنهما ، ألا ترى أن استعمالهم " ن ف ذ " بحيث الإفراط والمبالغة وأنفذ الأمر : قضاه . والنفذ : اسم الإنفاذ . وأمر بنفذه أي بإنفاذه . التهذيب : وأما النفذ فقد يستعمل في موضع إنفاذ الأمر ، تقول : قام المسلمون بنفذ الكتاب أي بإنفاذ ما فيه . وطعنة لها نفذ أي نافذة ، وقال قيس بن الخطيم :طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها