الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نهم

                                                          نهم : النهمة : بلوغ الهمة في الشيء . ابن سيده : النهم ، بالتحريك ، والنهامة : إفراط الشهوة في الطعام وأن لا تمتلئ عين الآكل ولا تشبع ، وقد نهم في الطعام ، بالكسر ، ينهم نهما إذا كان لا يشبع . ورجل نهم ونهيم ومنهوم ، وقيل : المنهوم الرغيب الذي يمتلئ بطنه ولا تنتهي نفسه ، وقد نهم بكذا فهو منهوم أي مولع به ، وأنكرها بعضهم . والنهمة : الحاجة ، وقيل : بلوغ الهمة والشهوة في الشيء . وفي الحديث : إذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله . ورجل منهوم بكذا أي مولع به . وفي الحديث : منهومان لا يشبعان : منهوم بالمال ومنهوم بالعلم . وفي رواية : طالب علم وطالب دنيا . الأزهري : النهيم شبه الأنين والطحير والنحيم ؛ وأنشد :


                                                          ما لك لا تنهم يا فلاح ؟ إن النهيم للسقاة راح



                                                          ونهمني فلان أي زجرني . ونهم ينهم ، بالكسر ، نهيما : وهو صوت كأنه زحير ، وقيل : هو صوت فوق الزئير ، وقيل : نهم ينهم لغة في نحم ينحم أي زحر . والنهم والنهيم : صوت وتوعد وزجر وقد نهم ينهم . ونهمة الرجل والأسد : نأمتهما ، وقال بعضهم : نهمة الأسد بدل من نأمته . والنهام : الأسد لصوته . يقال : نهم ينهم نهيما . والناهم : الصارخ . والنهيم مثل النحيم ومثل النئيم : وهو صوت الأسد والفيل . يقال : نهم الفيل ينهم نهما ونهيما ، وأنشد ابن بري :


                                                          إذا سمعت الزأر والنهيما     أبأت منها هربا عزيما



                                                          الإباء : الفرار . والنهم بالتسكين : مصدر قولك نهمت الإبل أنهمها ، بالفتح فيهما ، نهما ونهيما إذا زجرتها لتجد في سيرها ، ومنه قول زياد الملقطي :


                                                          يا من لقلب قد عصاني أنهمه



                                                          أي أزجره . وفي حديث إسلام عمر ، رضي الله عنه : قال تبعته فلما سمع حسي ظن أني إنما تبعته لأوذيه ، فنهمني وقال : ما جاء بك هذه الساعة ؟ أي زجرني وصاح بي . وفي حديث عمر أيضا ، رضي الله عنه : قيل له إن خالد بن الوليد نهم ابنك فانتهم أي زجره فانزجر . ونهم الإبل ينهمها وينهمها نهما ونهيما ونهمة ، الأخيرة عن سيبويه : زجرها بصوت لتمضي . والمنهام من الإبل : التي تطيع على النهم ، وهو الزجر ، وإبل مناهيم : تطيع على النهم أي الزجر ، قال :


                                                          ألا انهماها إنها مناهيم     وإنما ينهمها القوم الهيم

                                                          ،

                                                          وإننا مناجد متاهيم



                                                          والنهم : زجرك الإبل تصيح بها لتمضي . نهم الإبل ينهمها وينهمها نهما إذا زجرها لتجد في سيرها . قال أبو عبيد : الوئيد الصوت ، والنهيم مثله . والنهامي ، بكسر النون : الراهب ؛ لأنه ينهم أي يدعو . والنهامي : الحداد ؛ وأنشد :


                                                          نفخ النهامي بالكيرين في اللهب



                                                          وأنشد ابن بري للأعشى :


                                                          سأدفع عن أعراضكم وأعيركم لسانا     كمقراض النهامي ملحبا



                                                          وقال الأسود بن يعفر :


                                                          وفاقد مولاه أعارت رماحنا     سنانا كنبراس النهامي منجلا



                                                          منجلا : واسع الجرح وأراد أعارته فحذف الهاء ، وقيل : النهامي النجار ، والفتح في كل ذلك لغة ، عن ابن الأعرابي . النضر : النهامي الطريق المهيع الجدد ، وهو النهام أيضا . والمنهمة : موضع النجر ، وطريق نهامي ونهام : بين واضح . والنهم : الخذف بالحصى ونحوه . ونهم الحصى ونحوه ينهمه نهما : قذفه ، قال رؤبة :


                                                          والهوج يدرين الحصى المهجوما     ينهمن في الدار الحصى المنهوما



                                                          لأن السائق قد يخذف بالحصى ونحوه وهو النهم . والنهام : طائر شبه الهام ، وقيل : هو البوم . وقيل : البوم الذكر ، قال الطرماح في بومة تصيح :

                                                          تبيت إذا ما دعاها النهام تجد ، وتحسبها مازحه

                                                          يعني أنها تجد في صوتها فكأنها تمازح . وقال أبو سعيد : جمع النهام نهم ، قال : وهو ذكر البوم قال : وأنشد ابن بري في النهام ذكر البوم لعدي بن زيد :

                                                          يؤنس فيها صوت النهام إذا جاوبها بالعشي قاصبها ابن سيده : وقيل سمي البوم بذلك ؛ لأنه ينهم بالليل وليس هذا الاشتقاق بقوي ، قال الطرماح :


                                                          فتلاقته فلاثت به لعوة     تضبح ضبح النهام


                                                          والجمع نهم . ونهم : صنم ، وبه سمي الرجل عبد نهم ، ونهم : اسم رجل وهو أبو بطن منهم . ونهم : اسم شيطان ، ووفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - حي من العرب ، فقال : بنو من أنتم ؟ فقالوا : بنو نهم ، فقال : نهم شيطان ، أنتم بنو عبد الله . ونهم : بطن من همدان منهم عمرو بن براقة الهمداني ثم النهمي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية