وذر 
وذر : الوذرة ، بالتسكين من اللحم : القطعة الصغيرة مثل الفدرة ، وقيل : هي البضعة لا عظم فيها ، وقيل : هي ما قطع من اللحم مجتمعا عرضا بغير طول . وفي الحديث : فأتينا بثريدة كثيرة الوذر أي كثيرة قطع اللحم ، والجمع وذر ووذر ; عن كراع ; قال   ابن سيده     : فإن كان ذلك فوذر اسم جمع لا جمع . ووذره وذرا : قطعه . والوذر : بضع اللحم . وقد وذرت الوذرة أذرها وذرا إذا بضعتها بضعا . ووذرت اللحم توذيرا : قطعته ، وكذلك الجرح إذا شرطته . والوذرتان : الشفتان ; عن  أبي عبيدة     ; قال  أبو حاتم     : وقد غلط إنما الوذرتان القطعتان من اللحم ، فشبهت الشفتان بهما . وعضد وذرة : كثيرة الوذر ، وامرأة وذرة : رائحتها رائحة الوذر ; وقيل : هي الغليظة الشفة . ويقال للرجل : يا ابن شامة الوذر ! وهو سب يكنى به عن القذف . وفي حديث  عثمان     - رضي الله عنه - : أنه رفع إليه رجل قال لرجل : يا ابن شامة الوذر ، فحده   . وهو من سباب العرب وذمهم ، وإنما أراد يا ابن شامة المذاكير ، يعنون الزنا كأنها كانت تشم كمرا مختلفة فكني عنه ، والذكر : قطعة من بدن صاحبه ، وقيل : أرادوا بها القلف ، جمع قلفة الذكر ، لأنها تقطع ، وكذلك إذا قال له : يا ابن ذات الرايات ، ويا ابن ملقى أرحل الركبان ونحوها ، وقال  أبو زيد  في قولهم : يا ابن شامة الوذر ! أراد بها القلف ، وهي كلمة قذف .   ابن الأعرابي     : الوذفة والوذرة بظارة المرأة . وفي الحديث : شر النساء الوذرة المذرة ، وهي التي لا تستحي عند الجماع .   ابن السكيت     : يقال ذر ذا ، ودع ذا ، ولا يقال وذرته ولا ودعته ، وأما في الغابر فيقال يذره ويدعه وأصله وذره يذره ، مثال وسعه يسعه ، ولا يقال واذر ولا وادع ، ولكن تركته فأنا تارك . وقال  الليث     : العرب قد أماتت المصدر من يذر والفعل الماضي ، فلا يقال وذره ولا واذر ، ولكن تركه وهو تارك ، قال : واستعمله في الغابر والأمر فإذا أرادوا المصدر قالوا ذره تركا ، ويقال هو يذره تركا . وفي حديث أم زرع    : إني أخاف أن لا أذره ، أي أخاف أن لا أترك صفته ولا أقطعها من طولها ، وقيل : معناه أخاف أن لا أقدر على تركه وفراقه ; لأن أولادي منه ، والأسباب   [ ص: 187 ] التي بيني وبينه ; وحكم يذر في التصريف حكم يدع .   ابن سيده     : قالوا هو يذره تركا وأماتوا مصدره وماضيه ، ولذلك جاء على لفظ يفعل ولو كان له ماض لجاء على يفعل أو يفعل قال : وهذا كله أو جله قيل   سيبويه     . وقوله - عز وجل - : فذرني ومن يكذب بهذا الحديث    ; معناه كله إلي ولا تشغل قلبك به فإني أجازيه . وحكي عن بعضهم : لم أذر ورائي شيئا ، وهو شاذ ، والله أعلم . 
				
						
						
