وهن : الوهن : الضعف في العمل والأمر ، وكذلك في العظم ونحوه . وفي التنزيل العزيز : حملته أمه وهنا على وهن ; جاء في تفسيره ضعفا على ضعف أي لزمها بحملها إياه أن تضعف مرة بعد مرة ، وقيل : وهنا على وهن أي جهدا على جهد ، والوهن لغة فيه ; قال الشاعر :
وما إن بعظم له من وهن
وقد وهن ووهن ، بالكسر يهن فيهما ، أي ضعف ، ووهنه هو وأوهنه ; قال جرير :
وهن الفرزدق يوم جرد سيفه قين به حمم وآم أربع
وقال :
[ ص: 293 ]
فلئن عفوت لأعفون جللا ولئن سطوت لأوهنن عظمي
ورجل واهن في الأمر والعمل وموهون في العظم والبدن ، وقد وهن العظم يهن وهنا وأوهنه يوهنه ووهنته توهينا . وفي حديث الطواف : وقد وهنتهم حمى يثرب أي أضعفتهم . وفي حديث علي - عليه السلام - : ولا واهنا في عزم أي ضعيفا في رأي ، ويروى بالياء : ولا واهيا في عزم . ورجل واهن : ضعيف لا بطش عنده ، والأنثى واهنة ، وهن وهن ; قال قعنب بن أم صاحب :
اللائمات الفتى في عمره سفها وهن بعد ضيفات القوى وهن
قال : وقد يجوز أن يكون وهن جمع وهون ; لأن تكسير فعول على فعل أشيع وأوسع من تكسير فاعلة عليه ، وإنما فاعلة وفعل نادر ، ورجل موهون في جسمه . وامرأة وهنانة : فيها فتور عند القيام وأناة . وقوله - عز وجل - : فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله ; أي ما فتروا وما جبنوا عن قتال عدوهم . ويقال للطائر إذا أثقل من أكل الجيف فلم يقدر على النهوض : قد توهن توهنا ; قال الجعدي :
توهن فيه المضرحية بعدما رأين نجيعا من دم الجوف أحمرا
والمضرحية : النسور ها هنا . أبو عمرو : الوهنانة من النساء الكسلى عن العمل تنعما . أبو عبيد : الوهنانة التي فيها فترة . الجوهري : وهن الإنسان ووهنه غيره ، يتعدى ولا يتعدى . والوهن من الإبل : الكثيف . والواهنة : ريح تأخذ في المنكبين ، وقيل : في الأخدعين عند الكبر . والواهن : عرق مستبطن حبل العاتق إلى الكتف ، وربما وجع صاحبه وعرته الواهنة ، فيقال : هني يا واهنة ، اسكني يا واهنة ! ويقال للذي أصابه وجع الواهنة موهون وقد ، وهن ; قال طرفة :
وإذا تلسنني ألسنها إنني لست بموهون فقر
ليست به واهنة ولا نسا
وفي الصحاح : الواهنة القصيرى ، وهي أسفل الأضلاع . والواهنتان من الفرس : أول جوانح الصدر . والواهنة : العضد . والواهنة : الوهن والضعف ، يكون مصدرا كالعافية ; قال ساعدة بن جؤية :
في منكبيه وفي الأرساغ واهنة وفي مفاصله غمز من العسم
الأشجعي : الواهنة مرض يأخذ في عضد الرجل فتضربها جارية بكر بيدها سبع مرات ، وربما علق عليها جنس من الخرز يقال له خرز الواهنة ، وربما ضربها الغلام ، ويقول : يا واهنة تحولي بالجارية ; وهي التي لا تأخذ النساء إنما تأخذ الرجال . وروى الأزهري عن أبي أمامة . وقال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن رجلا دخل عليه وفي عضده حلقة من صفر ، وفي رواية : خاتم من صفر ، فقال : ما هذا الخاتم ؟ فقال : هذا من الواهنة فقال : أما إنها لا تزيدك إلا وهنا خالد بن جنبة : الواهنة عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها ، وهي داء يأخذ الرجال دون النساء ، وإنما نهاه - صلى الله عليه وسلم - عنها لأنه إنما اتخذها على أنها تعصمه من الألم فكانت عنده في معنى التمائم المنهي عنها . وروى الأزهري أيضا قال : دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عضدي حلقة من صفر فقال : ما هذه ؟ فقلت : هي من الواهنة ، فقال : أيسرك أن توكل إليها ؟ انبذها عنك عمران بن حصين . عن أبو نصر قال : عرق الواهنة في العضد الفليق ، وهو عرق يجري إلى نغض الكتف ، وهي وجع يقع في العضد ، ويقال له أيضا الجائف . ويقال : كان وكان وهن بذي هنات إذا قال كلاما باطلا يتعلل فيه . وفي حديث أبي الأحوص الجشمي : وتهن هذه من حديث سنذكره في ( ه ن ا ) ، وإنما ذكر الهروي عن الأزهري أنه أنكر هذه اللفظة ، بالتشديد ، وقال : إنما هو وتهن هذه أي تضعفه ، من وهنته فهو موهون ، وسنذكره . والوهن والموهن : نحو من نصف الليل ، وقيل : هو بعد ساعة منه ، وقيل : هو حين يدبر الليل ، وقيل : الوهن ساعة تمضي من الليل . وأوهن الرجل : صار في ذلك الوقت . ويقال : لقيته موهنا أي بعد وهن . والوهين : بلغة من يلي مصر من العرب ، وفي التهذيب : بلغة أهل مصر ، الرجل يكون مع الأجير في العمل يحثه على العمل .