ويس : ويس : كلمة في موضع رأفة واستملاح كقولك للصبي : ويسه ما أملحه ! والويح والويس : بمنزلة الويل في المعنى . وويس له أي ويل ، وقيل : ويس تصغير وتحقير ، امتنعوا من استعمال الفعل من الويس ; لأن القياس نفاه ومنع منه ، وذلك أنه لو صرف منه فعل لوجب اعتلال فائه وعدم عينه كباع ، فتحاموا استعماله لما كان يعقب من اجتماع إعلالين ; هذا قول ، وأدخل الألف واللام على الويس ، قال ابن جني : فلا أدري أسمع ذلك أم هو منه تبسط وإدلال . وقال ابن سيده أبو حاتم في كتابه : أما ويسك فإنه لا يقال إلا للصبيان ، وأما ويلك فكلام فيه غلظ وشتم ; قال الله تعالى للكفار : ويلكم لا تفتروا على الله كذبا ; وأما ويح فكلام لين حسن ، قال : ويروى أن ويح لأهل الجنة ، وويل لأهل النار ; قال أبو منصور : وجاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على صحة ما قال ، قال لعمار : ابن سمية تقتله الفئة الباغية ! وذكر ويح ابن الأثير قال في الحديث قال لعمار : ابن سمية ، قال : ويس كلمة تقال لمن يرحم ويرفق به مثل ويح ، وحكمها حكمها . وفي ويس عائشة - رضي الله عنها - أنها ليلة تبعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد خرج من حجرتها ليلا فنظر إلى سوادها فلحقها وهو في جوف حجرتها فوجد لها نفسا عاليا ، فقال : ويسها ماذا لقيت الليلة ؟ ولقي فلان ويسا أي ما يريد ; وقوله أنشده حديث : ابن الأعرابي
عصت سجاح شبثا وقيسا ولقيت من النكاح ويسا
قال : معناه أنها لقيت منه ما شاءت ، فالويس على هذا هو الكثير . وقال مرة : لقي فلان ويسا أي ما لا يريد ، وفسر به هذا البيت أيضا .
قال أبو تراب : سمعت أبا السميدع يقول في هذه الثلاثة إنها بمعنى واحد . وقال في الألفاظ إن صح له : يقال ويس له فقر له . والويس : الفقر . يقال : أسه أوسا أي شد فقره . ابن السكيت