[ ص: 356 ] ذكر سرقوسة ملك المسلمين مدينة
وفي هذه السنة ، رابع عشر رمضان ، ملك المسلمون سرقوسة ، وهي من أعظم [ مدن ] صقلية .
وكان سبب ملكها أن أمير جعفر بن محمد صقلية غزاها ، فأفسد زرعها ، وزرع قطانية ، وطبرمين ، ورمطة ، وغيرها من بلاد صقلية التي بيد الروم ، ونازل سرقوسة ، وحصرها برا وبحرا ، وملك بعض أرباضها ، ووصلت مراكب الروم نجدة لها ، فسير إليها أسطولا ، فأصابوها ، فتمكنوا حينئذ من حصرها ، فأقام العسكر محاصرا لها تسعة أشهر ، وفتحت ، وقتل من أهلها عدة ألوف ، أصيب فيها من الغنائم ما لم يصب بمدينة أخرى ، ولم ينج من رجالها إلا الشاذ الفذ .
وأقاموا فيها بعد فتحها بشهرين ، ثم هدموها ، ثم وصل بعد هدمها من القسطنطينية أسطول ، فالتقوا هم والمسلمون ، فظفر بهم المسلمون ، وأخذوا منهم أربع قطع ، فقتلوا من فيها ، وانصرف المسلمون إلى بلدهم آخر ذي القعدة .