ذكر الترك بما وراء النهر أخبار
في هذه السنة في صفر أسلم من كفار الترك الذين كانوا يطرقون بلاد الإسلام بنواحي بلاساغون وكاشغر ، ويغيرون ويعيثون - عشرة آلاف خركاة ، وضحوا يوم عيد الأضحى بعشرين ألف رأس غنم ، وكفى الله المسلمين شرهم .
وكانوا يصيفون بنواحي بلغار ، ويشتون بنواحي بلاساغون ، فلما أسلموا تفرقوا في البلاد ، فكان في كل ناحية ألف خركاة وأقل وأكثر ، لأمنهم ، فإنهم إنما كانوا يجتمعون ليحمي بعضهم بعضا من المسلمين ، وبقي من الأتراك من لم يسلم تتر وخطا ، وهم بنواحي الصين .
وكان صاحب بلاساغون وبلاد الترك شرف الدولة ، وفيه دين ، وقد أقنع من إخوته وأقاربه بالطاعة ، وقسم البلاد بينهم ، فأعطى ( أخاه أصلان تكين كثيرا من بلاد الترك ، وأعطى أخاه بغراخان طراز وأسبيجاب ، وأعطى عمه طغاخان فرغانة بأسرها ) ، وأعطى ابن علي تكين بخارى وسمرقند وغيرهما ، وقنع هو ببلاساغون وكاشغر .