ذكر بني قرة على المستنصر بالله بمصر عصيان
في هذه السنة في شعبان عصى بنو قرة بمصر على المستنصر بالله الخليفة العلوي .
وكان سبب ذلك أنه أمر عليهم رجلا منهم يقال له المقرب ، وقدمه ، فنفروا من ذلك وكرهوه واستعفوا منه ، فلم يعزله عنهم ، فكاشفوا بالخلاف والعصيان ، وأقاموا بالبحيرة مقابل مصر ، وتظاهروا بالفساد ، فعبر إليهم المستنصر بالله جيشا يقاتلهم ويكفهم ، فقاتلهم بنو قرة فانهزم الجيش وكثر القتل فيهم ، فانتقل بنو قرة إلى طرف البر ، فعظم الأمر على المستنصر بالله ، وجمع العرب من طيئ وكلب وغيرهما من العساكر ، وسيرهم في أثر بني قرة ، فأدركوهم بالبحيرة ، فواقعوهم في ذي القعدة ، واشتد القتال وكثر القتل في بني قرة ، وانهزموا ، وعاد العسكر إلى مصر ، [ ص: 98 ] وتركوا في مقابل بني قرة طائفة منهم لترد بني قرة إن أرادوا التعرض إلى البلاد ، وكفى الله شرهم .