ذكر الفتنة بنيسابور   
في هذه السنة ، في ذي الحجة ، جمع أمير كبير من أمراء خراسان  جمعا كثيرا ، وسار بهم إلى نيسابور  ، فحصرها ، فاجتمع أهلها وقاتلوه أشد قتال ، ولازم حصارهم نحو أربعين يوما ، فلما لم يجد له مطمعا فيها سار عنها في المحرم سنة تسع وثمانين وأربعمائة ، فلما فارقها وقعت الفتنة بها بين الكرامية  وسائر الطوائف من أهلها ، فقتل بينهم قتلى كثيرة . 
 [ ص: 396 ] وكان مقدم الشافعية  أبا القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني  ، ومقدم الحنفية  القاضي محمد بن أحمد بن صاعد  ، وهما متفقان على الكرامية  ، ومقدم الكرامية  محمشاد  ، فكان الظفر للشافعية والحنفية على الكرامية  ، فخربت مدارسهم ، وقتل كثير منهم ومن غيرهم ، وكانت فتنة عظيمة . 
				
						
						
