الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قتل سعد الدولة كوهرائين

في هذه السنة ، في رجب ، قتل سعد الدولة كوهرائين في الحرب المذكورة قبل ، وكان ابتداء أمره أنه كان خادما للملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بويه ، انتقل إليه ( من امرأة ) من قرقوب بخوزستان ، وكان إذا توجه إلى الأهواز حضر عندها ، واستعرض حوائجها ، وأصاب أهلها منه خيرا كثيرا ، فأرسله أبو كاليجار مع ابنه أبي نصر إلى بغداذ ، فلما قبض عليه السلطان طغرلبك مضى معه إلى قلعة طبرك ، فلما مات أبو نصر انتقل إلى خدمة السلطان ألب أرسلان ، ووقاه بنفسه لما جرحه يوسف الخوارزمي .

وكان ألب أرسلان قد أقطعه واسط ، وجعله شحنة لبغداذ ، فلما قتل ألب أرسلان أرسله ابنه ملكشاه إلى بغداذ ، فأحضر له الخلع والتقليد ، ورأى ما لم يره خادم قبله من نفوذ الأمر ، وتمام القدرة ، وطاعة أعيان الأمراء ، وخدمتهم إياه ، وكان حليما كريما ، حسن السيرة ، لم يصادر أحدا من أهل ولايته ، ومناقبه كثيرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية