الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ما فعله جاولي سقاووا بالباطنية

في هذه السنة قتل جاولي سقاووا خلقا كثيرا منهم .

وسبب ذلك أن هذا الأمير كانت ولايته البلاد التي بين رامهرمز وأرجان . فلما ملك الباطنية القلاع المذكورة بخوزستان وفارس ، وعظم شرهم ، وقطعوا الطريق بتلك البلاد ، واقف جماعة من أصحابه ، حتى أظهروا الشغب عليه ، وفارقوه ، وقصدوا الباطنية ، وأظهروا أنهم معهم ، وعلى رأيهم ، فأقاموا عندهم حتى وثقوا بهم .

ثم أظهر جاولي أن الأمراء بني برسق يريدون قصده وأخذ بلاده ، وأنه عازم على مفارقتها لعجزه عنهم ، والمسير إلى همذان ، فلما ظهر ذلك وسار قال من عند الباطنية من أصحابه ممن لهم الرأي : إننا نخرج إلى طريقه ونأخذه وما معه من الأموال ، فساروا إليه في ثلاثمائة من أعيانهم وصناديدهم ، فلما التقوا صار من معهم من أصحاب جاولي عليهم ، ووضعوا السيف فيهم فلم يفلت منهم سوى ثلاثة نفر ، صعدوا إلى الجبل وهربوا ، وغنم جاولي ما معهم من دواب ، وسلاح ، وغير ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية