[ ص: 488 ] ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33881عزل سديد الملك وزير الخليفة ونظر nindex.php?page=showalam&ids=12930أبي سعد بن الموصلايا في الوزارة
في هذه السنة ، منتصف رجب ، قبض على الوزير
سديد الملك أبي المعالي ، وزير الخليفة ، وحبس في دار بدار الخليفة ، وكان أهله قد وردوا عليه من
أصبهان ، فنقلوا إليه ، وكان محبسه جميلا .
وسبب عزله جهله بقواعد ديوان الخلافة ، فإنه قضى عمره في أعمال السلاطين ، وليس لهم هذه القواعد ، ولما قبض عاد
أمين الدولة بن الموصلايا إلى النظر في الديوان .
ومن عجب ما جرى من الكلام الذي وقع بعد أيام أن
سديد الملك كان يسكن في دار
عميد الدولة بن جهير ، وجلس فيها مجلسا عاما يحضره الناس لوعظ
المؤيد عيسى الغزنوي ، فأنشدوا أبياتا ارتجلها :
سديد الملك سدت ، وخضت بحرا عميق اللج ، فاحفظ فيه روحك وأحي معالم الخيرات ، واجعل
لسان الصدق في الدنيا فتوحك وفي الماضين معتبر ، فأسرج
مروحك في السلامة ، أو جموحك
ثم قال
سديد الملك : من شرب من مرقة السلطان احترقت شفتاه ، ولو بعد زمان ، ثم أشار إلى الدار وقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=45وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم ، فقبض على الوزير بعد أيام .
[ ص: 488 ] ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33881عَزْلِ سَدِيدِ الْمُلْكِ وَزِيرِ الْخَلِيفَةِ وَنَظَرِ nindex.php?page=showalam&ids=12930أَبِي سَعْدِ بْنِ الْمُوصَلَايَا فِي الْوِزَارَةِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، مُنْتَصَفَ رَجَبٍ ، قُبِضَ عَلَى الْوَزِيرِ
سَدِيدِ الْمُلْكِ أَبِي الْمَعَالِي ، وَزِيرِ الْخَلِيفَةِ ، وَحُبِسَ فِي دَارٍ بِدَارِ الْخَلِيفَةِ ، وَكَانَ أَهْلُهُ قَدْ وَرَدُوا عَلَيْهِ مِنْ
أَصْبَهَانَ ، فَنُقِلُوا إِلَيْهِ ، وَكَانَ مَحْبَسُهُ جَمِيلًا .
وَسَبَبُ عَزْلِهِ جَهْلُهُ بِقَوَاعِدِ دِيوَانِ الْخِلَافَةِ ، فَإِنَّهُ قَضَى عُمْرَهُ فِي أَعْمَالِ السَّلَاطِينِ ، وَلَيْسَ لَهُمْ هَذِهِ الْقَوَاعِدُ ، وَلَمَّا قُبِضَ عَادَ
أَمِينُ الدَّوْلَةِ بْنُ الْمُوصْلَايَا إِلَى النَّظَرِ فِي الدِّيوَانِ .
وَمِنْ عَجَبٍ مَا جَرَى مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي وَقَعَ بَعْدَ أَيَّامٍ أَنَّ
سَدِيدَ الْمُلْكِ كَانَ يَسْكُنُ فِي دَارِ
عَمِيدِ الدَّوْلَةِ بْنِ جَهِيرٍ ، وَجَلَسَ فِيهَا مَجْلِسًا عَامًّا يَحْضُرُهُ النَّاسُ لِوَعْظِ
الْمُؤَيَّدِ عِيسَى الْغَزْنَوِيِّ ، فَأَنْشَدُوا أَبْيَاتًا ارْتَجَلَهَا :
سَدِيدُ الْمُلْكِ سُدْتَ ، وَخُضْتَ بَحْرًا عَمِيقَ اللُّجِّ ، فَاحْفَظْ فِيهِ رُوحَكْ وَأَحْيِ مَعَالِمَ الْخَيْرَاتِ ، وَاجْعَلْ
لِسَانَ الصِّدْقِ فِي الدُّنْيَا فُتُوحَكْ وَفِي الْمَاضِينَ مُعْتَبَرٌ ، فَأَسْرِجْ
مَرُوحَكَ فِي السَّلَامَةِ ، أَوْ جَمُوحَكْ
ثُمَّ قَالَ
سَدِيدُ الْمُلْكِ : مَنْ شَرِبَ مِنْ مَرْقَةِ السُّلْطَانِ احْتَرَقَتْ شَفَتَاهُ ، وَلَوْ بَعْدَ زَمَانٍ ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الدَّارِ وَقَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=45وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ، فَقُبِضَ عَلَى الْوَزِيرِ بَعْدَ أَيَّامٍ .