الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عود جاولي إلى السلطان

لما انهزم جاولي سقاوو قصد الرحبة ، فلما قاربها بات دونها في عدة فوارس ، فاتفق أن طائفة من عسكر الأمير مودود ، الذين أخذوا الموصل منه ، أغاروا على قوم من العرب يجاورون الرحبة فقاربوا جاولي ولا يشعرون به ، ولو علموا لأخذوه .

فلما رأى الحال كذلك ، علم أنه لا يقدر أن يقيم بالجزيرة ، ولا بالشام ، ولا يقدر على شيء يحفظ به نفسه ، ويرجع إليه ، ويداوي به مرضه ، غير قصد باب السلطان محمد عن رغبة واختيار ، وكان واثقا بالأمير حسين بن قتلغتكين ، فرحل من مكانه وهو خائف حذر ، قد أخفى شخصه وكتم أمره ، وسار إلى عسكر السلطان ، وكان بالقرب من أصبهان ، فوصل إليه في سبعة عشر يوما من مكانه لجده في السير ، فلما وصل المعسكر قصد الأمير حسينا ، فحمله إلى السلطان ، فدخل إليه وكفنه تحت يده ، فأمنه ، وأتاه الأمراء يهنونه بذلك ، وطلب منه السلطان الملك بكتاش بن تكش ، فسلمه إليه ، فاعتقله بأصبهان .

التالي السابق


الخدمات العلمية