ذكر قتل  جيوش بك   
في هذه السنة قتل  جيوش بك  الذي كان صاحب الموصل  ، وقد ذكرنا خروجه على  السلطان محمود  ، وعوده إلى خدمته ، فلما رضي عنه أقطعه أذربيجان  وجهله مقدم عسكره ، فجرى بينه وبين جماعة من الأمراء منافرة ومنازعات ، فأغروا به السلطان ، فقتله في رمضان على باب تبريز    . 
وكان تركيا من مماليك  السلطان محمد  ، عادلا ، حسن السيرة ، ولما ولي الموصل  والجزيرة كان الأكراد  بتلك الأعمال قد انتشروا ، وكثر فسادهم ، وكثرت قلاعهم ، والناس معهم في ضيق ، والطريق خائفة ، فقصدهم ، وحصر قلاعهم ، وفتح كثيرا منها ببلد الهكارية ، وبلد الزوزان ، وبلد البشنوية وخافه الأكراد  ، وتولى قصدهم بنفسه ، فهربوا منه في الجبال والشعاب والمضايق ، وأمنت الطرق ، وانتشر الناس واطمأنوا ، وبقي الأكراد  لا يجسرون أن يحملوا السلاح لهيبته . 
ذكروفاة   إيلغازي  وأحوال حلب  بعده 
في هذه السنة في شهر رمضان ، توفي   إيلغازي بن أرتق  بميافارقين  ، وملك ابنه  حسام الدين تمرتاش  قلعة ماردين  ، وملك ابنه  سليمان  ميافارقين  ، وكان بحلب  ابن أخيه  بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار بن أرتق  ، فبقي بها إلى أن أخذها ابن عمه . 
				
						
						
