ذكر ملك  شمس الملوك  مدينة حماة   
وفي هذه السنة أيضا في شوال ، ملك  شمس الملوك إسماعيل بن تاج  الملوك صاحب دمشق  مدينة حماة وقلعتها ، وهي لأتابك  زنكي بن آقسنقر  أخذها من  تاج الملوك  كما ذكرناه . ولما ملك  شمس الملوك  قلعة بانيس  أقام بدمشق  إلى شهر رمضان من هذه السنة ، وسار منها إلى حماة  في العشر الأخير منه . 
وسبب طمعه أنه بلغه أن  المسترشد بالله  يريد [ أن ] يحصر الموصل  فطمع ، وكان الوالي بحماة  قد سمع الخبر فتحصن واستكثر من الرجال والذخائر ، ولم يبق أحد من أصحاب  شمس الملوك  إلا وأشار عليه بترك قصدها; لقوة صاحبها ، فلم يسمع منهم ، وسار إليها وحصر المدينة ، وقاتل من بها يوم العيد ، وزحف إليها من وقته ، فتحصنوا منه وقاتلوه ، فعاد عنهم ذلك اليوم . 
فلما كان الغد بكر إليهم وزحف إلى البلد من جوانبه ، فملكه قهرا وعنوة ، وطلب من به الأمان فأمنهم وحصر القلعة ، ولم تكن في الحصانة والعلو على ما هي عليه اليوم ، فإن  تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين  قطع جبلها وعملها هكذا في سنين كثيرة ، فلما حصرها عجز الوالي بها عن حفظها فسلمها إليه ، فاستولى عليها وعلى ما بها من ذخائر وسلاح وغير ذلك ، وسار منها إلى قلعة شيزر  وبها صاحبها من بني   [ ص: 47 ] منقذ  ، فحصرها ونهب بلدها ، فراسله صاحبها ، وصانعه بمال حمله إليه ، فعاد عنه إلى دمشق  ، فوصل إليها في ذي القعدة من السنة المذكورة . 
				
						
						
