ذكر
في هذه السنة في صفر قدم إسلام خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعثمان بن طلحة مسلما على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم معه عمرو بن العاص خالد بن الوليد . وعثمان بن طلحة العبدري
وكان سبب إسلام عمرو أنه قال : لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق قلت لأصحابي : إني أرى أمر محمد يعلو علوا منكرا ، وإني قد رأيت أن نلحق ، فإن [ ص: 109 ] ظهر بالنجاشي محمد على قومنا كنا عند ، وإن ظهر قومنا على النجاشي محمد فنحن من قد عرفوا . قالوا : إن هذا الرأي . قال : فجمعنا له أدما كثيرا ، وخرجنا إلى ، فإنا لعنده إذ وصل النجاشي رسولا من النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر عمرو بن أمية الضمري جعفر وأصحابه . قال : فدخلت على ، وطلبت منه أن يسلم إلي النجاشي لأقتله ؛ تقربا إلى عمرو بن أمية الضمري قريش بمكة . فلما سمع كلامي غضب وضرب أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره ، يعني ، فخفته ، ثم قلت : والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه . قال : أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي النجاشي موسى ، لتقتله ؟ قال : قلت : أيها الملك ، أكذلك هو ؟ قال : ويحك يا عمرو ، أطعني واتبعه ؛ فإنه والله لعلى الحق ، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده . قال : فقلت : فبايعني له على الإسلام . فبسط يده فبايعته ، ثم خرجت إلى أصحابي وكتمتهم إسلامي ، وخرجت عائدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقيني ، وذلك قبل الفتح ، وهو مقبل من خالد بن الوليد مكة ، فقلت : أين يا أبا سليمان ؟ قال : والله لقد استقام المنسم ، إن الرجل لنبي ، أذهب والله أسلم ، فحتى متى ؟ ! فقلت : ما جئت إلا للإسلام . فقدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فتقدم فأسلم ، ثم دنوت فأسلمت ، وتقدم خالد بن الوليد فأسلم . عثمان بن طلحة