[ ص: 76 ] ذكر وصول عسكر مصر والأسطول المصري في البحر
في منتصف شوال وصلت العساكر المصرية ، ومقدمها ، فلما وصل قويت نفوس الناس به وبمن معه ، واشتدت ظهورهم ، وأحضر معه من آلات الحصار من الدرق والطارقيات والنشاب والأقواس ، شيئا كثيرا . ومعهم من الرجالة الجم الغفير ، وجمع الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب صلاح الدين من البلاد الشامية راجلا كثيرا ، وهو على عزم الزحف إليهم بالفارس والراجل .
ووصل بعده الأسطول المصري ، ومقدمه الأمير لؤلؤ ، وكان شهما ، شجاعا ، مقداما ، خبيرا بالبحر والقتال فيه ، ميمون النقيبة ، فوصل بغتة فوقع على بسطة كبيرة للفرنج فغنمها ، وأخذ منها أموالا كثيرة ، وميرة عظيمة ، فأدخلها إلى عكا ، فسكنت نفوس من بها بوصول الأسطول وقوي جنانهم .