ذكر دمشق في هذه السنة وصل حصر العزيز مدينة ، وهو صاحب الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين مصر ، إلى مدينة دمشق ، فحصرها وبها أخوه الأكبر . وكنت حينئذ الملك الأفضل علي بن صلاح الدين بدمشق ، فنزل بنواحي ميدان الحصى ، فأرسل الأفضل إلى عمه الملك العادل . أبي بكر بن أيوب ، وهو صاحب الديار الجزرية ، يستنجده ، وكان الأفضل غاية الواثق به والمعتمد عليه ، وقد سبق ما يدل على ذلك ، فسار الملك العادل إلى دمشق [ ص: 130 ] هو - صاحب والملك الظاهر غازي بن صلاح الدين حلب - ، وناصر الدين محمد بن تقي الدين - صاحب حماة - ، - صاحب وأسد الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه حمص - ، وعسكر الموصل وغيرها ، كل هؤلاء اجتمعوا بدمشق ، واتفقوا على حفظها . علما منهم أن العزيز إن ملكها أخذ بلادهم .
فلما رأى العزيز اجتماعهم علم أنه لا قدرة له على البلد ، فترددت الرسل حينئذ في الصلح ، فاستقرت القاعدة على أن يكون البيت المقدس وما جاوره من أعمال فلسطين للعزيز ، وتبقى دمشق وطبرية وأعمالها والغور للأفضل ، على ما كانت عليه ، وأن يعطي الأفضل أخاه الملك الظاهر جبلة ولاذقية بالساحل الشامي ، وأن يكون للعادل بمصر إقطاعه الأول ، واتفقوا على ذلك ، وعاد العزيز إلى مصر ، ورجع كل واحد من الملوك إلى بلده .