ذكر ملك  شهاب الدين  نهرواله   
لما سار  شهاب الدين  من خراسان  على ما ذكرناه ، لم يقم بغزنة ، وقصد بلاد الهند  ، وأرسل مملوكه  قطب الدين أيبك  إلى نهرواله  ، فوصلها سنة ثمان وتسعين [ وخمسمائة ] ، فلقيه عسكر الهنود ، فقاتلوه قتالا شديدا ، فهزمهم  أيبك  ، واستباح معسكرهم ، وما لهم فيه من الدواب وغيرها ، وتقدم إلى نهرواله  فملكها عنوة ، وهرب ملكها ، فجمع وحشد ، فكثر جمعه . 
وعلم  شهاب الدين  أنه لا يقدر على حفظها إلا بأن يقيم هو فيها ويخليها من أهلها ، وتعذر عليه ذلك ، فإن البلد عظيم ، هو أعظم بلاد الهند  ، وأكثرهم أهلا ، فصالح صاحبها على مال يؤديه له عاجلا وآجلا ، وأعاد عساكره عنها وسلمها إلى صاحبها . 
				
						
						
