الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ملك شهاب الدين نهرواله

لما سار شهاب الدين من خراسان على ما ذكرناه ، لم يقم بغزنة ، وقصد بلاد الهند ، وأرسل مملوكه قطب الدين أيبك إلى نهرواله ، فوصلها سنة ثمان وتسعين [ وخمسمائة ] ، فلقيه عسكر الهنود ، فقاتلوه قتالا شديدا ، فهزمهم أيبك ، واستباح معسكرهم ، وما لهم فيه من الدواب وغيرها ، وتقدم إلى نهرواله فملكها عنوة ، وهرب ملكها ، فجمع وحشد ، فكثر جمعه .

وعلم شهاب الدين أنه لا يقدر على حفظها إلا بأن يقيم هو فيها ويخليها من أهلها ، وتعذر عليه ذلك ، فإن البلد عظيم ، هو أعظم بلاد الهند ، وأكثرهم أهلا ، فصالح صاحبها على مال يؤديه له عاجلا وآجلا ، وأعاد عساكره عنها وسلمها إلى صاحبها .

التالي السابق


الخدمات العلمية