ذكر ما فعله  ألدز  
 كان  ألدز  من أول مماليك  شهاب الدين  وأكبرهم وأقدمهم ، وأكبرهم محلا   [ ص: 217 ] عنده ، بحيث إن أهل شهاب الدين  كانوا يخدمونه ويقصدونه في أشغالهم ، فلما قتل صاحبه طمع أن يملك غزنة  ، فأول ما عمل أنه سأل الوزير  مؤيد الملك  عن الأموال والسلاح والدواب ، فأخبره بما خرج من ذلك وبالباقي معه ، فأنكر الحال ، وأساء أدبه في الجواب ، وقال : إن الغورية  قد كاتبوا  بهاء الدين سام  صاحب باميان  ليملكوه غزنة  ، وقد كتب إلي  غياث الدين محمود  ، وهو مولاي ، يأمرني أنني لا أترك أحدا يقرب من غزنة  ، وقد جعلني نائبه فيها وفي سائر الولاية المجاورة لها لأنه مشتغل بأمر خراسان    . 
وقال للوزير : إنه قد أمرني أيضا أن أتسلم الخزانة منك ، فلم يقدر على الامتناع لميل الأتراك  إليه ، فسلمها إليه ، وسار بالمحفة والمماليك والوزير إلى غزنة  ، فدفن  شهاب الدين  في التربة بالمدرسة التي أنشأها ودفن ابنته فيها ، وكان وصوله إليها في الثاني والعشرين من شعبان من السنة . 
				
						
						
