ذكر بخلاط وقتل كثير من أهلها الفتنة
لما تم ملك خلاط وأعمالها للملك الأوحد بن العادل سار عنها إلى ملازكرد [ ص: 264 ] ليقرر قواعدها أيضا ، ويفعل ما ينبغي أن يفعله فيها ، فلما فارق خلاط وثب أهلها على من بها من العسكر فأخرجوه من عندهم ، وعصوا ، وحصروا القلعة وبها أصحاب الأوحد ، ونادوا بشعار شاه أرمن ، وإن كان ميتا ، يعنون بذلك رد الملك إلى أصحابه ومماليكه .
فبلغ الخبر إلى الملك الأوحد ، فعاد إليهم ، وقد وافاه عسكر من الجزيرة فقوي بهم ، وحصر خلاط ، فاختلف أهلها ، فمال إليه بعضهم حسدا للآخرين ، فملكها ، وقتل بها خلقا كثيرا من أهلها ، وأسر جماعة من الأعيان ، فسيرهم إلى ميافارقين ، وكان كل يوم يرسل إليهم يقتل منهم جماعة ، فلم يسلم إلا القليل ، وذل أهل خلاط بعد هذه الواقعة ، وتفرقت كلمة الفتيان ، وكان الحكم إليهم ، وكفي الناس شرهم ، فإنهم كانوا قد صاروا يقيمون ملكا ويقتلون آخر ، والسلطنة عندهم لا حكم لها وإنما الحكم لهم وإليهم .