ذكر خبر  سلمة بن قيس الأشجعي  والأكراد   
كان  عمر  إذا اجتمع إليه جيش من المسلمين أمر عليهم أميرا من أهل العلم والفقه ، فاجتمع إليه جيش من المسلمين ، فبعث عليهم  سلمة بن قيس الأشجعي     . فقال : سر باسم الله ، قاتل في سبيل الله من كفر بالله ، فإذا لقيتم عدوكم فادعوهم إلى الإسلام ، فإن أجابوا وأقاموا بدارهم فعليهم الزكاة ، وليس لهم من الفيء نصيب ، وإن ساروا معكم فلهم مثل الذي لكم وعليهم مثل الذي عليكم ، وإن أبوا فادعوهم إلى الجزية ، فإن أجابوا فاقبلوا منهم ، وإن أبوا فقاتلوهم ، وإن تحصنوا منكم وسألوكم أن ينزلوا على حكم   [ ص: 427 ] الله ورسوله . أو ( ذمة الله ورسوله ) فلا تجيبوهم ، فإنكم لا تدرون أتصيبون حكم الله ورسوله وذمتهما أم لا ، ولا تغدروا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا تمثلوا . 
قال : فساروا حتى لقوا عدوا من الأكراد  المشركين فدعوهم إلى الإسلام أو الجزية ، فلم يجيبوا ، فقاتلوهم فهزموهم وقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية ، فقسمه بينهم ، ورأى  سلمة  جوهرا في سفط ، فاسترضى عنه المسلمين وبعث به إلى  عمر     . فقدم الرسول بالبشارة والسفط على  عمر  ، فسأله عن أمور الناس وهو يخبره ، حتى أخبره بالسفط ، فغضب غضبا شديدا وأمر به فوجئ به في عنقه ، ثم إنه قال : إن تفرق الناس قبل أن تقدم عليهم ويقسمه  سلمة  فيهم لأسوءنك . فسار حتى قدم على  سلمة  فباعه وقسمه في الناس . وكان الفص يباع بخمسة دراهم ، وقيمته عشرون ألفا . 
وحج بالناس هذه السنة   عمر بن الخطاب  ، وحج معه أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي آخر حجة حجها . وفيها قتل  عمر     - رضي الله عنه - . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					