[ ص: 235 ] فصل
وقف - صلى الله عليه وسلم - في موقفه ، وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف ، ثم سار من مزدلفة مردفا وهو يلبي في مسيره ، وانطلق للفضل بن عباس على رجليه في سباق أسامة بن زيد قريش .
وفي طريقه ذلك أن يلقط له حصى الجمار ابن عباس ، سبع حصيات ، ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة كما يفعل من لا علم عنده ، ولا التقطها بالليل ، فالتقط له سبع حصيات من حصى الخذف ، فجعل ينفضهن في كفه ويقول : " أمر ". بأمثال هؤلاء فارموا ، وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين
وفي طريقه تلك ، عرضت له امرأة من خثعم جميلة ، فسألته عن ، وكان شيخا كبيرا ، لا يستمسك على الراحلة ، فأمرها أن تحج عنه ، وجعل الحج عن أبيها الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فوضع يده على وجهه وصرفه إلى الشق الآخر ، وكان الفضل وسيما ، فقيل : صرف وجهه عن نظرها إليه . وقيل : صرفه عن نظره إليها ، والصواب : إنه فعله للأمرين ، فإنه في القصة جعل ينظر إليها وتنظر إليه .