مسألة : الشفاء أو غيرها ، وما نسبها ؟ فيما جاءت به الرواية حين ولد النبي صلى الله عليه وسلم وعطس أشمتته الملائكة لكونه عطس أو شمتته ، وما المشمت ومن الراوي ، أهي
الجواب : لم أقف في شيء من الأحاديث مصرحا على أنه صلى الله عليه وسلم لما ولد عطس ، وعلى أن الملائكة شمتته بعد مراجعة أحاديث المولد من مظانها ، كالطبقات لابن سعد ودلائل النبوة للبيهقي ولأبي نعيم وتاريخ ابن عساكر على بسطه واستيعابه ، وكالمستدرك ونحوه . وإنما الحديث الذي روته للحاكم الشفاء فيه لفظ يشبه التشميت ، لكن لم يرد فيه العطاس ، وهو ما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق الزهري ، عن جده وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أمه عبد الرحمن بن عوف الشفاء بنت عمرو بن عوف قالت : لما ولدت آمنة بنت وهب محمدا صلى الله عليه وسلم ، وقع على يدي فاستهل ، فسمعت قائلا يقول : رحمك الله ورحمك ربك ، الحديث ، والمعروف في اللغة أن الاستهلال هو صياح المولود أول ما يولد ، فإن أريد به هنا العطاس فمحتمل ، وحمل القائل المذكور على الملك ظاهر ، وأما الشفاء فوقع في هذه الرواية أنها بنت عمرو بن عوف ، والذي ذكره ابن سعد في طبقاته أنها بنت عوف بن عبد الحرث بن زهرة بن كلاب ، أسلمت [ ص: 445 ] قديما وهاجرت وماتت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أعتق عن أمي ؟ فقال : " نعم " ، فأعتق عنها ، قال عبد الرحمن بن عوف ابن سعد : فكان فيها سنة العتاقة عن الميت .