حدثنا أبو حامد بن جبلة  ، ثنا  أبو العباس السراج  ، ثنا  إسحاق بن راهويه  ، أخبرنا  وهب بن جرير  ، حدثني أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق  ، يقول : حدثني بريدة بن سفيان  ، عن القرظي  ، قال : خرج أبو ذر  إلى الربذة  فأصابه قدره ، فأوصاهم أن اغسلوني وكفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق ، فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر  صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على غسله ودفنه  ، فأقبل  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه في ركب من أهل العراق    . 
حدثنا  أبو عمرو بن حمدان  ، ثنا  الحسن بن سفيان  ، ثنا عباس بن الوليد  ، وحدثنا أحمد بن محمد بن سنان  ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي  ، ثنا  الحسن بن الصباح  ، قالا : حدثنا يحيى بن سليم  ، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم  ، عن مجاهد  ، عن  إبراهيم   [ ص: 170 ] بن الأشتر  ، عن أبيه  الأشتر  ، عن أم ذر  ، قالت : لما حضرت أبا ذر  رضي الله عنه الوفاة بكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ قالت : أبكي أنه لا يدلى بتكفينك ، وليس لي ثوب من ثيابي يسعك كفنا ، وليس لك ثوب يسعك كفنا . قال : فلا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين    . وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد مات في قرية وجماعة من المسلمين ، وأنا الذي أموت بفلاة ، والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق ، فقالت : أنى وقد انقطع الحاج . فكانت تشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ، ثم ترجع إليه فتمرضه ثم ترجع إلى الكثيب ، فبينما هي كذلك إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم ، فألاحت بثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها ، قالوا : ما لك ؟ قالت : امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت ؟ قالوا : من هو ؟ قالت : أبو ذر  ، فغدوه بإبلهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاءوه ، وقال : أبشروا فحدثهم ، وقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : " ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين " . وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة ، وأنا الذي أموت بالفلاة ، أنتم تسمعون ، إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي ، لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها . أنتم تسمعون ، إني أنشدكم الله والإسلام أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا ، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار  ، قال : يا عم أنا أكفنك ، لم أصب مما ذكرت شيئا ، أكفنك في ردائي هذا الذي علي ، وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي ، قال : أنت فكفني ، فكفنه الأنصاري في النفر الذي شهدوه منهم حجر بن الأدبر  ومالك بن الأشتر  ، في نفر كلهم يمان . 
				
						
						
