الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، ثنا الحسن بن إسماعيل بن راشد الرملي ، ثنا ضمرة بن سعد ، ثنا ابن شوذب ، عن مطرف ، عن حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر ، قال : دخلت مع عمي على عثمان ، فقال لعثمان : ائذن لي في الربذة . فقال : نعم ، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك وتروح ، قال : لا حاجة لي في ذلك ، تكفي أبا ذر صرمته . ثم قام فقال : اعزموا دنياكم ودعونا وربنا وديننا ، وكانوا يقتسمون مال عبد الرحمن بن عوف ، وكان عنده كعب ، فقال عثمان لكعب : ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه ويعطي في السبل ، ويفعل ويفعل ؟ قال : إني لأرجو له خيرا . فغضب أبو ذر ورفع العصا على كعب وقال : وما يدريك يا ابن اليهودية ، ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء من قلبه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا أحمد بن أسد ، ثنا أبو معاوية ، عن موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن خراش قال : رأيت أبا ذر رضي الله تعالى عنه بالربذة في ظلة له سوداء ، وتحته امرأة له سحماء وهو جالس على قطعة جوالق ، [ ص: 161 ] فقيل له : إنك امرؤ ما يبقى لك ولد ، فقال : الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء ويدخرهم في دار البقاء ، قالوا : يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه ، قال : لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني ، فقالوا له : لو اتخذت بساطا ألين من هذا ؟ فقال : اللهم غفرا ، خذ مما خولت ما بدا لك .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا عفان ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي : أنه دخل على أبي ذر رضي الله تعالى عنه وهو بالربذة ، وعنده امرأة له سوداء شعثة ليس عليها أثر المجاسد والخلوق ، قال : فقال : ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السوداء ؟ تأمرني أن آتي العراق ، فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم ، وإن خليلي عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة ، وإنا إن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار ، أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية