ثم قال تعالى : ( أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : الهمزة في " أيأمركم " استفهام بمعنى الإنكار ، أي لا يفعل ذلك .
المسألة الثانية : قال صاحب " الكشاف " قوله : ( بعد إذ أنتم مسلمون ) دليل على أن المخاطبين كانوا مسلمين وهم الذين استأذنوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أن يسجدوا له .
المسألة الثالثة : قال الجبائي : الآية دالة على ، وذلك لأن الله تعالى حكم بكفر هؤلاء ، وهو قوله تعالى : ( فساد قول من يقول : الكفر بالله هو الجهل به والإيمان بالله هو المعرفة به أيأمركم بالكفر ) ثم إن هؤلاء كانوا عارفين بالله تعالى بدليل قوله : ( ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ) ، وظاهر هذا يدل على معرفته بالله فلما حصل الكفر هاهنا مع المعرفة بالله دل ذلك على أن الإيمان به ليس هو المعرفة والكفر به تعالى ليس هو الجهل به .
والجواب : أن قولنا : الكفر بالله هو الجهل به لا نعني به مجرد الجهل بكونه موجودا ، بل نعني به الجهل بذاته وبصفاته السلبية وصفاته الإضافية أنه لا شريك له في المعبودية ، فلما جهل هذا فقد جهل بعض صفاته .