(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا )
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : في التخفيف قولان :
الأول : المراد منه إباحة
nindex.php?page=treesubj&link=25800نكاح الأمة عند الضرورة وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ومقاتل ، والباقون قالوا : هذا عام في كل أحكام الشرع ، وفي جميع ما يسره لنا وسهله علينا ، إحسانا منه إلينا ، ولم يثقل التكليف علينا كما ثقل على
بني إسرائيل ، ونظيره قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) [ الأعراف : 157 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) [ البقرة : 185 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] وقوله - عليه الصلاة والسلام - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012354جئتكم بالحنيفية السهلة السمحة " .
المسألة الثانية : قال القاضي : هذا يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28785فعل العبد غير مخلوق لله تعالى ، إذ لو كان كذلك ، فالكافر يخلق فيه الكفر ثم يقول له : لا تكفر ، فهذا أعظم وجوه التثقيل ، ولا يخلق فيه الإيمان ولا قدرة
[ ص: 56 ] للعبد على خلق الإيمان ثم يقول له : آمن ، وهذا أعظم وجوه التثقيل . قال : ويدل أيضا على أن تكليف ما لا يطاق غير واقع ؛ لأنه أعظم وجوه التثقيل .
والجواب : أنه معارض بالعلم والداعي ، وأكثر ما ذكرناه .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وخلق الإنسان ضعيفا ) والمعنى
nindex.php?page=treesubj&link=29703_29710_29693_31825أنه تعالى لضعف الإنسان خفف تكليفه ولم يثقل ، والأقرب أنه يحمل الضعف في هذا الموضع لا على ضعف الخلقة ، بل يحمل على كثرة الدواعي إلى اتباع الشهوة واللذة ، فيصير ذلك كالوجه في أن يضعف عن احتمال خلافه . وإنما قلنا : إن هذا الوجه أولى ؛ لأن الضعف في الخلقة والقوة لو قوى الله داعيته إلى الطاعة كان في حكم القوي ، والقوي في الخلقة والآلة إذا كان ضعيف الدواعي إلى الطاعة صار في حكم الضعيف ، فالتأثير في هذا الباب لضعف الداعية وقوتها ، لا لضعف البدن وقوته ، هذا كله كلام القاضي ، وهو كلام حسن ، ولكنه يهدم أصله ، وذلك لما سلم أن المؤثر في وجود الفعل وعدمه قوة الداعية وضعفها ، فلو تأمل لعلم أن قوة الداعية وضعفها لا بد له من سبب ، فإن كان ذلك لداعية أخرى من العبد لزم التسلسل ، وإن كان الكل من الله ، فذاك هو الحق الذي لا محيد عنه ، وبطل القول بالاعتزال بالكلية ، والله أعلم .
المسألة الثالثة : روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : ثمان
nindex.php?page=treesubj&link=28882_28891_28892_28975آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم ) [ النساء : 26 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ) [ النساء : 31 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ) [ النساء : 48 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إن الله لا يظلم مثقال ذرة ) [ النساء : 40 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ) [ النساء : 110 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147ما يفعل الله بعذابكم ) [ آل عمران : 147 ] .
ويقول
محمد الرازي مصنف هذا الكتاب ختم الله له بالحسنى : اللهم اجعلنا بفضلك ورحمتك أهلا لها يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا )
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي التَّخْفِيفِ قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : الْمُرَادُ مِنْهُ إِبَاحَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=25800نِكَاحِ الْأَمَةِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ وَمُقَاتِلٍ ، وَالْبَاقُونَ قَالُوا : هَذَا عَامٌّ فِي كُلِّ أَحْكَامِ الشَّرْعِ ، وَفِي جَمِيعِ مَا يَسَّرَهُ لَنَا وَسَهَّلَهُ عَلَيْنَا ، إِحْسَانًا مِنْهُ إِلَيْنَا ، وَلَمْ يُثْقِلِ التَّكْلِيفَ عَلَيْنَا كَمَا ثَقَّلَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) [ الْأَعْرَافِ : 157 ] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) [ الْبَقَرَةِ : 185 ] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) [ الْحَجِّ : 78 ] وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012354جِئْتُكُمْ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّهْلَةِ السَّمْحَةِ " .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ الْقَاضِي : هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28785فِعْلَ الْعَبْدِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ لِلَّهِ تَعَالَى ، إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ ، فَالْكَافِرُ يُخْلَقُ فِيهِ الْكُفْرُ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : لَا تَكْفُرْ ، فَهَذَا أَعْظَمُ وُجُوهِ التَّثْقِيلِ ، وَلَا يَخْلُقُ فِيهِ الْإِيمَانَ وَلَا قُدْرَةَ
[ ص: 56 ] لِلْعَبْدِ عَلَى خَلْقِ الْإِيمَانِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : آمِنْ ، وَهَذَا أَعْظَمُ وُجُوهِ التَّثْقِيلِ . قَالَ : وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ تَكْلِيفَ مَا لَا يُطَاقُ غَيْرُ وَاقِعٍ ؛ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ وُجُوهِ التَّثْقِيلِ .
وَالْجَوَابُ : أَنَّهُ مُعَارَضٌ بِالْعِلْمِ وَالدَّاعِي ، وَأَكْثَرِ مَا ذَكَرْنَاهُ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) وَالْمَعْنَى
nindex.php?page=treesubj&link=29703_29710_29693_31825أَنَّهُ تَعَالَى لِضَعْفِ الْإِنْسَانِ خَفَّفَ تَكْلِيفَهُ وَلَمْ يُثْقِلْ ، وَالْأَقْرَبُ أَنَّهُ يُحْمَلُ الضَّعْفُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لَا عَلَى ضَعْفِ الْخِلْقَةِ ، بَلْ يُحْمَلُ عَلَى كَثْرَةِ الدَّوَاعِي إِلَى اتِّبَاعِ الشَّهْوَةِ وَاللَّذَّةِ ، فَيَصِيرُ ذَلِكَ كَالْوَجْهِ فِي أَنْ يَضْعُفَ عَنِ احْتِمَالِ خِلَافِهِ . وَإِنَّمَا قُلْنَا : إِنَّ هَذَا الْوَجْهَ أَوْلَى ؛ لِأَنَّ الضَّعْفَ فِي الْخِلْقَةِ وَالْقُوَّةِ لَوْ قَوَّى اللَّهُ دَاعِيَتَهُ إِلَى الطَّاعَةِ كَانَ فِي حُكْمِ الْقَوِيِّ ، وَالْقَوِيُّ فِي الْخِلْقَةِ وَالْآلَةِ إِذَا كَانَ ضَعِيفَ الدَّوَاعِي إِلَى الطَّاعَةِ صَارَ فِي حُكْمِ الضَّعِيفِ ، فَالتَّأْثِيرُ فِي هَذَا الْبَابِ لِضَعْفِ الدَّاعِيَةِ وَقُوَّتِهَا ، لَا لِضَعْفِ الْبَدَنِ وَقُوَّتِهِ ، هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ الْقَاضِي ، وَهُوَ كَلَامٌ حَسَنٌ ، وَلَكِنَّهُ يَهْدِمُ أَصْلَهُ ، وَذَلِكَ لَمَّا سَلَّمَ أَنَّ الْمُؤَثِّرَ فِي وُجُودِ الْفِعْلِ وَعَدَمِهِ قُوَّةُ الدَّاعِيَةِ وَضَعْفُهَا ، فَلَوْ تَأَمَّلَ لَعَلِمَ أَنَّ قُوَّةَ الدَّاعِيَةِ وَضَعْفَهَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْ سَبَبٍ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لِدَاعِيَةٍ أُخْرَى مِنَ الْعَبْدِ لَزِمَ التَّسَلْسُلُ ، وَإِنْ كَانَ الْكُلُّ مِنَ اللَّهِ ، فَذَاكَ هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا مَحِيدَ عَنْهُ ، وَبَطَلَ الْقَوْلُ بِالِاعْتِزَالِ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : ثَمَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=28882_28891_28892_28975آيَاتٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ هِيَ خَيْرٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ) [ النِّسَاءِ : 26 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ) [ النِّسَاءِ : 31 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) [ النِّسَاءِ : 48 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) [ النِّسَاءِ : 40 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ) [ النِّسَاءِ : 110 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 147 ] .
وَيَقُولُ
مُحَمَّدٌ الرَّازِيُّ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالْحُسْنَى : اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ أَهْلًا لَهَا يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .