المسألة الثانية : دلت الآية على أن ، وهذا هو الترتيب المطابق لما في العقول ، لأن الصلاة عبارة عن التعظيم لأمر الله ، والزكاة عبارة عن الشفقة على خلق الله ، ولا شك أنهما مقدمان على الجهاد . إيجاب الصلاة والزكاة كان مقدما على إيجاب الجهاد
المسألة الثالثة : قوله : ( كخشية الله ) مصدر مضاف إلى المفعول .
المسألة الرابعة : ظاهر قوله : ( أو أشد خشية ) يوهم الشك ، وذلك على علام الغيوب محال . وفيه وجوه من التأويل :
الأول : المراد منه الإبهام على المخاطب ، بمعنى أنهم على إحدى الصفتين من المساواة والشدة ، وذلك لأن كل خوفين فأحدهما بالنسبة إلى الآخر إما أن يكون أنقص أو مساويا أو أزيد فبين تعالى بهذه الآية أن خوفهم من الناس ليس أنقص من خوفهم من الله ، بل بقي إما أن يكون مساويا أو أزيد ، فهذا لا يوجب كونه تعالى شاكا فيه ، بل يوجب إبقاء الإبهام في هذين القسمين على المخاطب .
الثاني : أن يكون " أو " بمعنى الواو ، والتقدير : يخشونهم كخشية الله وأشد خشية ، وليس بين هذين القسمين منافاة ، لأن من هو أشد خشية فمعه من الخشية مثل خشيته من الله وزيادة .
الثالث : أن هذا نظير قوله : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) [ الصافات : 147 ] يعني أن من يبصرهم يقول هذا الكلام ، فكذا ههنا والله أعلم .