ثم قال تعالى : ( لا تكلف إلا نفسك ) وفيه مسائل :
[ ص: 163 ] المسألة الأولى : قال صاحب " الكشاف " : قرئ ( لا تكلف ) بالجزم على النهي . و ( لا نكلف ) بالنون وكسر اللام ، أي لا نكلف نحن إلا نفسك وحدها .
المسألة الثانية : قال الواحدي رحمه الله : انتصاب قوله : ( نفسك ) على مفعول ما لم يسم فاعله .
المسألة الثالثة : دلت الآية على أنه لو لم يساعده على القتال غيره لم يجز له التخلف عن الجهاد البتة ، والمعنى لا تؤاخذ إلا بفعلك دون فعل غيرك ، فإذا أديت فعلك لا تكلف بفرض غيرك .
واعلم أن من فروض الكفايات ، فما لم يغلب على الظن أنه يفيد لم يجب ، بخلاف الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه على ثقة من النصر والظفر بدليل قوله تعالى : ( الجهاد في حق غير الرسول عليه السلام والله يعصمك من الناس ) [ المائدة : 67 ] وبدليل قوله ههنا : ( عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ) و " عسى " من الله جزم ، فلزمه الجهاد وإن كان وحده .