[ ص: 30 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ) .
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=30564_28975_29378قال تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ) ( ها ) للتنبيه في : ( ها أنتم ) ، و ( هؤلاء ) وهما مبتدأ وخبر ، ( جادلتم ) جملة مبينة لوقوع ( أولاء ) خبرا ، كما تقول لبعض الأسخياء : أنت
حاتم تجود بمالك وتؤثر على نفسك ، ويجوز أن يكون : ( أولاء ) اسما موصولا بمعنى الذي ، و ( جادلتم ) صلة ، وأما الجدال فهو في اللغة : عبارة عن شدة المخاصمة ، وجدل الحبل : شدة فتله ، ورجل مجدول : كأنه فتل ، والأجدل : الصقر ؛ لأنه من أشد الطيور قوة . هذا قول
الزجاج . وقال غيره : سميت المخاصمة جدالا ؛ لأن كل واحد من الخصمين يريد ميل صاحبه عما هو عليه وصرفه عن رأيه .
إذا عرفت هذا فنقول : هذا خطاب مع قوم من المؤمنين ، كانوا يذبون عن
طعمة ، وعن قومه ؛ بسبب أنهم كانوا في الظاهر من المسلمين ، والمعنى : هبوا أنكم خاصمتم عن
طعمة وقومه في الدنيا ، فمن الذين يخاصمون عنهم في الآخرة إذا أخذهم الله بعذابه . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : ها أنتم هؤلاء جادلتم عنه ، يعني : عن
طعمة ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109فمن يجادل الله عنهم ) استفهام بمعنى التوبيخ والتقريع .
[ ص: 30 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30564_28975_29378قَالَ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ( هَا ) لِلتَّنْبِيهِ فِي : ( هَا أَنْتُمْ ) ، وَ ( هَؤُلَاءِ ) وَهُمَا مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، ( جَادَلْتُمْ ) جُمْلَةٌ مُبَيِّنَةٌ لِوُقُوعِ ( أُولَاءِ ) خَبَرًا ، كَمَا تَقُولُ لِبَعْضِ الْأَسْخِيَاءِ : أَنْتَ
حَاتِمٌ تَجُودُ بِمَالِكَ وَتُؤْثِرُ عَلَى نَفْسِكَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ : ( أُولَاءِ ) اسْمًا مَوْصُولًا بِمَعْنَى الَّذِي ، وَ ( جَادَلْتُمْ ) صِلَةً ، وَأَمَّا الْجِدَالُ فَهُوَ فِي اللُّغَةِ : عِبَارَةٌ عَنْ شِدَّةِ الْمُخَاصَمَةِ ، وَجَدْلُ الْحَبْلِ : شِدَّةُ فَتْلِهِ ، وَرَجُلٌ مَجْدُولٌ : كَأَنَّهُ فُتِلَ ، وَالْأَجْدَلُ : الصَّقْرُ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَشَدِّ الطُّيُورِ قُوَّةً . هَذَا قَوْلُ
الزَّجَّاجِ . وَقَالَ غَيْرُهُ : سُمِّيَتِ الْمُخَاصَمَةُ جِدَالًا ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَصْمَيْنِ يُرِيدُ مَيْلَ صَاحِبِهِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ وَصَرْفَهُ عَنْ رَأْيِهِ .
إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ : هَذَا خِطَابٌ مَعَ قَوْمٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَانُوا يَذُبُّونَ عَنْ
طُعْمَةَ ، وَعَنْ قَوْمِهِ ؛ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الظَّاهِرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَالْمَعْنَى : هَبُوا أَنَّكُمْ خَاصَمْتُمْ عَنْ
طُعْمَةَ وَقَوْمِهِ فِي الدُّنْيَا ، فَمَنِ الَّذِينَ يُخَاصِمُونَ عَنْهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِذَا أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِعَذَابِهِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُ ، يَعْنِي : عَنْ
طُعْمَةَ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=109فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ ) اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ .