أما قوله تعالى : ( قد يعلم ما أنتم عليه ) فإنما أدخل ( قد ) لتوكيد علمه بما هم عليه من المخالفة في الدين والنفاق . ويرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد ؛ وذلك لأن "قد " إذا أدخلت على المضارع كانت بمعنى ربما ، فوافقت ربما في خروجها إلى معنى التكثير ، كما في قول الشاعر :
فإن يمس مهجور الفناء فربما أقام به بعد الوفود وفود
والخطاب والغيبة في قوله تعالى : ( قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه ) يجوز أن يكونا جميعا للمنافقين على طريق الالتفات ، ويجوز أن يكون "ما أنتم عليه" عاما "ويرجعون" للمنافقين ، وقد تقدم في غير موضع أن الرجوع إليه هو الرجوع إلى حيث لا حكم إلا له ، فلا وجه لإعادته والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .