الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما أمر النبات فقوله : ( لنحيي به بلدة ميتا ) وفيه سؤالات :

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الأول : لم قال : ( لنحيي به بلدة ميتا ) ولم يقل : ميتة ؟ الجواب : لأن البلدة في معنى البلد في قوله : ( فسقناه إلى بلد ميت ) [فاطر : 9] .

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الثاني : ما المراد من حياة البلد وموتها ؟ الجواب : الناس يسمون ما لا عمارة فيه من الأرض مواتا ، وسقيها المقتضي لعمارتها إحياء لها .

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الثالث : أن جماعة الطبائعيين وكذا الكعبي من المعتزلة قالوا : إن بطبع الأرض والماء وتأثير الشمس فيهما يحصل النبات ، وتمسكوا بقوله تعالى : ( لنحيي به بلدة ميتا ) فإن الباء في ( به ) تقتضي أن للماء تأثيرا في ذلك . الجواب : الظاهر وإن دل عليه لكن المتكلمون تركوه لقيام الدلالة على فساد الطبع .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية