( 2000 ) مسألة : قال  أبو القاسم  ، رحمه الله : ( وإذا مضى من شعبان تسعة وعشرون يوما ، طلبوا الهلال ، فإن كانت السماء مصحية لم يصوموا ذلك اليوم ) وجملة ذلك أنه يستحب للناس ترائي الهلال  ليلة الثلاثين من شعبان ، وتطلبه ليحتاطوا بذلك لصيامهم ، ويسلموا من الاختلاف . وقد روى الترمذي  ، عن  أبي هريرة ،  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أحصوا هلال شعبان لرمضان   } . فإذا رأوه وجب عليهم الصيام إجماعا ، وإن لم يروه وكانت السماء مصحية ، لم يكن لهم صيام ذلك اليوم ، إلا أن يوافق صوما كانوا يصومونه ، مثل من عادته صوم يوم وإفطار يوم ، أو صوم يوم الخميس ، أو صوم آخر يوم من الشهر ، وشبه ذلك إذا وافق صومه ، أو من صام قبل ذلك بأيام ، فلا بأس بصومه ; لما روى  أبو هريرة  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {   : لا يتقدمن أحدكم رمضان بصيام يوم أو يومين ، إلا أن يكون رجل كان يصوم صياما فليصمه   } . متفق عليه . 
وقال  عمار    {   : من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم  صلى الله عليه وسلم   } . قال الترمذي    : هذا حديث حسن صحيح . وكره أهل العلم صوم يوم الشك ، واستقبال رمضان باليوم واليومين ; لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه . وحكي عن القاسم بن محمد  ، أنه سئل عن صيام آخر يوم من شعبان ، هل يكره ؟ قال : لا ، إلا أن يغمى الهلال . 
واتباع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى . فأما استقبال الشهر بأكثر من يومين فغير مكروه ، فإن مفهوم حديث  أبي هريرة  أنه غير مكروه ; لتخصيصه النهي باليوم واليومين . وقد روى  العلاء بن عبد الرحمن ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {   : إذا كان النصف من شعبان ، فأمسكوا عن الصيام ، حتى يكون رمضان   } . قال الترمذي    : هذا حديث حسن صحيح . إلا أن  أحمد  قال : ليس هو بمحفوظ . قال : وسألنا عنه  عبد الرحمن بن مهدي  ، فلم يصححه ، ولم يحدثني به ، وكان يتوقاه . قال  أحمد    : والعلاء  ثقة لا ينكر من حديثه إلا هذا ; لأنه خلاف ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصل شعبان برمضان . ويحمل هذا الحديث على نفي استحباب الصيام في حق من  [ ص: 5 ] لم يصم قبل نصف الشهر ، وحديث  عائشة  في صلة شعبان برمضان في حق من صام الشهر كله ، فإنه قد جاء ذلك في سياق الخبر ، فلا تعارض بين الخبرين إذا ، وهذا أولى من حملهما على التعارض ، ورد أحدهما بصاحبه ، والله أعلم 
وفي كلام  الخرقي  اختصار وتقديره : طلبوا الهلال ، فإن رأوه صاموا ، وإن لم يروه وكانت السماء مصحية لم يصوموا . فحذف بعض الكلام للعلم به اختصارا . ( 2001 ) 
فصل : ويستحب لمن رأى الهلال أن يقول ما روى  ابن عمر  ، قال {   : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال : الله أكبر ، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله .   } رواه  الأثرم    . 
				
						
						
