الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2068 ) فصل : وإن عجز عن العتق والصيام والإطعام ، سقطت الكفارة عنه ، في إحدى الروايتين ، بدليل أن الأعرابي لما دفع إليه النبي صلى الله عليه وسلم التمر ، وأخبره بحاجته إليه ، قال : ( أطعمه أهلك ) . ولم يأمره بكفارة أخرى . وهذا قول الأوزاعي . وقال الزهري : لا بد من التكفير ، وهذا خاص لذلك الأعرابي ، لا يتعداه ، بدليل أنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بإعساره قبل أن يدفع إليه العرق ، ولم يسقطها عنه ، ولأنها كفارة واجبة ، فلم تسقط بالعجز عنها ، كسائر الكفارات . وهذا رواية ثانية عن أحمد ، وهو قياس قول أبي حنيفة ، والثوري ، وأبي ثور . وعن الشافعي كالمذهبين . ولنا الحديث المذكور ، ودعوى التخصيص لا تسمع بغير دليل .

                                                                                                                                            وقولهم : إنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعجزه فلم يسقطها . قلنا : قد أسقطها عنه بعد ذلك ، وهذا آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح القياس على سائر الكفارات ; لأنه اطراح للنص بالقياس ، والنص أولى ، والاعتبار بالعجز في حالة الوجوب ، وهي حالة الوطء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية