الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الحرمان والتخلف في ديار المسلمين

الدكتور / نبيل صبحي الطويل

ما هـو غذاء الإنسان؟ يتألف الغذاء من العناصر التالية منفردة أو مجتمعة، بكميات ونسب متفاوته حسب المصدر:

1 - الفحوم المائية -الكربوهيدرات- مثل النشويات والسكريات، وهي موجودة بكثرة في الحبوب والبقول والفواكه.

2 - البروتين: وهو أهم العناصر التي يتشكل منها اللحم -وأهم مصادره الحيوان- وقد يأتي من النبات.

3 - الدهن بمصدريه الحيواني والنباتي. [ ص: 63 ] 4 - الفيتامينات بأنواعها المتعددة.

5 - بعض المعادن؛ مثل: الحديد واليود والصوديوم والبوتاسيوم والفسفور والمغنيزيوم، ويحتاجها الجسم بكميات قليلة؛ وهناك معادن يحتاج الجسم منها أثرا فقط؛ وهي: الكوبالت والزنك والنحاس والمنغانيز والمولبديوم والسيلينيوم.

وتوفر العناصر الثلاثة الأولى بعد امتصاصها وتمثلها قدرة حرارية يحتاجها الجسم ليصرفها في نشاطاته الدائمة عن طريق عمليات الجسم الكيماوية الحيوية (الاستقلاب -Metabolism) المستمرة، ومع ازدياد معدل النشاط تزداد الحاجة للقدرة بارتفاع معدل ما يصرفه الجسم من جهد [1] .

ويحتاج الشاب السليم الجسم، ذو النشاط المتوسط حوالي (3000) وحدة قدرة حرارية (سعر أو حريرة) في اليوم من غذائه، (ويوفر كل جرام من الفحوم المائية والبروتين 4 حريرات؛ أسعار، أما كل غرام من الدهن فيوفر 9 حريرات؛ أسعار) ويستحسن أن يأخذ الإنسان السليم في غذائه اليومي غراما واحدا من البروتين، مقابل كل كيلو غرام من وزنه، وهناك أعمار خاصة تحتاج لغذاء معين أو لحريرات -أسعار- أكثر، كالأعمار الصغيرة والحوامل والأمهات وبعض الناقهين من أمراض معينة، والغذاء الكافي المتوازن ضرورة صحية بالإضافة إلى أنه ضرورة حياتية، والنقص في كمية أو نوعية الغذاء أو كلاهما معا يؤدي إلى سوء التغذية وإلى الأمراض فضلا عن تأثيره على الإمكانات الجسمية [ ص: 64 ] والعقلية وتقلص إنتاجها.

ولقد بدأ التحسن في المستويات الصحية في البلدان الأوروبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قبل مدة طويلة من ظهور الطب العلمي الحديث، وبدا ذلك واضحا بانخفاض نسبة الوفيات، لقد نقص حوادث (الكوليرا) و (التيفوس) و (الطاعون) و (السل) و (الحصبة) قبل ظهور أي علاج فعال لها. والتحسن في السوية الصحية هـذا كان السبب فيه راجعا جزئيا لزيادة إنتاج الغذاء، وتحسن مستوى توزيعه، مما أدى إلى تحسن السوية الغذائية في الأفراد، وزيادة قوة مقاومتهم للأمراض. وفي أواخر القرن التاسع عشر ظهر تحسن آخر بعد توفير المياه الصالحة للشرب على مدى واسع وبناء شبكات المجارير [2] .

التالي السابق


الخدمات العلمية