الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( والثانية ) سؤر الكلب فإنه نجس إلا على قول مالك رحمه الله بناء على مذهبه في تناول لحمه ، وكان يقول الأمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب كان تعبدا لا للنجاسة كما أمر المحدث بغسل أعضائه تعبدا ، أو كان ذلك عقوبة عليهم ، والكلاب فيهم كانت تؤذي الغرباء فنهوا عن اقتنائها ، وأمروا بغسل الإناء من ولوغها عقوبة عليهم .

( ولنا ) حديث عطاء بن ميناء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { طهور إناء أحدكم إذا ، ولغ الكلب فيه أن يغسله ثلاثا } .

وفي بعض الروايات قال { سبعا ، وتعفر الثامنة بالتراب } فقوله طهور إناء أحدكم دليل على تنجس الإناء بولوغه ، وأن الأمر بالغسل للتنجيس لا للتعبد فإن الجمادات لا يلحقها حكم العبادات ، والزيادة في العدد ، والتعفير بالتراب دليل على غلظ النجاسة ، والصحيح من المذهب عندنا أن عين الكلب نجس ، وإليه يشير محمد رحمه الله في الكتاب في قوله ، وليس الميت بأنجس من الكلب ، والخنزير ، وبعض مشايخنا يقول عين الكلب ليس بنجس ، ويستدلون عليه بطهارة جلده بالدباغ ، وسنقرره من بعد .

التالي السابق


الخدمات العلمية